قال أنور البني مدير المركز السوري للدراسات إن السلطات السورية اعتقلت فجر أمس الثلاثاء المفكر الفلسطيني والناشط في المجتمع المدني سلامة كيلة في محاولة لمحاربة الفكر نفسه لا مجرد خنق حرية التعبير على حد قوله. من ناحية أخرى، ذكرت قناة إخبارية سورية أن عبوة ناسفة انفجرت بسيارة أمس بوسط دمشق وأسفرت عن جرح ثلاثة أشخاص، ونسبت القناة التفجير إلى مجموعة إرهابية مسلحة. واعتقلت الاجهزة الامنية السورية فجر أمس المفكر الفلسطيني سلامة كيلة من منزله في دمشق، بحسب ما افاد مدير المركز السوري للدراسات والابحاث القانونية المحامي انور البني. وقال البني لوكالة فرانس برس ان عناصر من احدى الاجهزة الامنية السورية لم تعرف هويتها اعتقلت عند الساعة الثانية صباح الثلاثاء (23,00 مساء الاثنين تغ) الناشط في المجتمع المدني والمفكر سلامة كيلة دون ان تبين سبب الاعتقال. ودان مدير المركز اعتقال كيلة معتبرا ان ذلك لا يهدف الى خنق حرية التعبير فحسب وانما الى محاربة الفكر نفسه. وطالب البني باطلاق سراح كافة المعتقلين بمن فيهم سلامة كيلة الذي يعاني من مرض عضال وحالته الصحية سيئة. وانشا ناشطون صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك للمطالبة باطلاق سراح كيلة. وسلامة كيلة من مواليد مدينة بيرزيت في فلسطين سنة 1955، حائز على بكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة بغداد سنة 1979. وسبق أن سجن ثمانية سنوات في السجون السورية، وهو يكتب في العديد من الصحف والمجلات العربية. كما هز انفجار عبوة ناسفة أمس العاصمة السورية غداة مقتل حوالى ستين شخصا في اعمال عنف، وذلك رغم مرور 12 يوما على بدء تطبيق وقف اطلاق النار ووجود فريق من المراقبين الدوليين الذين يواصلون جولاتهم في عدد من المناطق السورية. وجاء في شريط عاجل على قناة الاخبارية السورية ان مجموعة ارهابية مسلحة تفجر عبوة ناسفة بسيارة بالقرب من مجمع يلبغا في منطقة المرجة في دمشق، ما اسفر عن اصابة ثلاثة اشخاص واضرار مادية بالابنية المجاورة. الا ان وكالة الانباء الرسمية (سانا) ذكرت ان مجموعة ارهابية مسلحة الصقت العبوة تحت سيارة من جهة السائق ما ادى الى اصابته بجروح. وتنسب السلطات السورية الاضطرابات التي تعيشها البلاد الى مجموعات ارهابية مسلحة تتهمها بالسعي لزرع الفوضى في البلاد في اطار مؤامرة يدعمها الخارج. كما اغتيل أمس مساعد اول في المخابرات في حي برزة الدمشقي، ودارت اشتباكات بين القوات النظامية وعناصر من المجموعات المنشقة، ولم ترد انباء عن سقوط ضحايا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. والى ذلك يتابع فريق المراقبين والذي بلغ عدد افراده احد عشر مراقبا زياراته أمس الثلاثاء الى عدد من المناطق السورية، بحسب ما افاد المسؤول في الوفد نيراج سينغ. وقال سينغ :بلغ عدد فريق القبعات الزرق احد عشر مراقبا بينهم اثنان يمكثان في حمص (وسط)، فيما يتابع التسعة الاخرون جولاتهم الميدانية. واشار الى ان الفريق سيزور اليوم مناطق متعددة في البلاد، دون اعطاء المزيد من التفاصيل. وافادت سانا ان وفدا من المراقبين الدوليين زار صباح أمس (الثلاثاء) مدينة دوما في ريف دمشق، بعد زيارة امس استقبلهم فيها الاف المتظاهرين المناهضين للنظام. وسمعت في دوما صباحا اصوات انفجارات واطلاق نار كثيف. واقتحمت القوات النظامية الاحد هذه المدينة التي تعد مركز الاحتجاجات في الريف الدمشقي بعدد من الدبابات تحت غطاء مدفعي وناري كثيف. وافاد المرصد السوري بسقوط قتيل في دوما الثلاثاء بنيران القوات النظامية. وكان اعضاء من فريق طليعة المراقبين زاروا الاثنين بلدات ومدنا في ريف دمشق، ومدينة حمص في وسط البلاد، ومدينة حلب في الشمال. وتوقع سينغ وصول مراقبين آخرين في الايام القادمة. ويفترض ان يصل عديد الفريق الحالي الى ثلاثين بموجب قرار مجلس الامن على ان يبدأ الاسبوع المقبل نشر بعثة المراقبين الموسعة التي اقرها المجلس السبت والتي سيصل عددها الى 300. وفي حمص (وسط)، افاد المرصد عن تشييع جثامين ثلاثة مواطنين من عائلة واحدة هم ام وابنها وابنتها الثلاثاء قتلوا متاثرين بجراح اصيبوا بها اثر اصابة منزلهم بقذيفة ار بي جي في حي القصور بحمص مساء الاثنين. وفي درعا (جنوب)، نفذت القوات النظامية حملة مداهمات بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء في مدينة انخل اعتقلت خلالها 23 شخصا، فيما سمعت اصوات اطلاق رصاص كثيف في مدينة بصرى الشام، بحسب المرصد. ويأتي ذلك في الاسبوع الثاني على بدء مهمة المراقبين الدوليين المكلفين بالتثبت من وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 12 نيسان/ابريل الجاري وشهد خروقات يومية، اسفرت امس الاثنين عن سقوط 59 قتيلا، بحسب ما افاد المرصد السوري. أما سياسيا، فقد قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في مقابلة نشرتها صحيفة الحياة العربية انه لا يتوقع نجاح خطة المبعوث الدولي والعربي الى سوريا كوفي أنان معتبرا ان نسب نجاحها اقل من ثلاثة في المئة، متوقعا ان يرحل الرئيس السوري بشار الاسد عن السلطة حيا او ميتا. واعتبر ان عدد المراقبين (300 مراقب) ضئيل جدا، داعيا الى تطبيق السيناريو اليمني في سوريا من خلال تسليم الاسد سلطاته لنائبه كمرحلة اولى.