استمع مجلس الأمن الدولي أمس إلى عرض قدمه كوفي عنان، المبعوث المشترك للأمم المتحدة وللجامعة العربية إلى سوريا، في شأن التقدم الذي أحرزته خطة السلام التي اقترحها على القيادة السورية قبل أيام التي تقول موسكو إن مجلس الأمن، وليست مجموعة أصدقاء سوريا، هي الجهة المخوَّلة بالنظر فيها. فقد نُقل عن سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، قوله: إن خطة عنان ستخضع لتقييم مجلس الأمن وليس لمجموعة أصدقاء سوريا. ونُقل عن لافروف، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي في يريفان عاصمة أرمينيا، قوله: كوفي عنان يحمل تفويضا من الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي سيقيِّم من يجب عليه تنفيذ مقترحاته وكيفية ذلك. وعلى صعيد آخر، أكدت مصادر دبلوماسية لمراسل بي بي سي في دمشق، عساف عبود، أن وفداً من الأممالمتحدة سيزور سوريا في غضون اليومين المقبلين لبحث سبل تطبيق خطة عنان. وقالت المصادر إن الأمانة العامة للأمم المتحدة أبلغت سوريا أن وفداً من إدارة عمليات حفظ السلام سيصل إلى دمشق خلال ال 48 ساعة المقبلة للبحث في البروتوكول الناظم لعمل المراقبين الدوليين في سوريا. وأوضحت المصادر أن الوفد سيبحث مع السلطات السورية آلية عمل المراقبين وعددهم، كما سيتم تأسيس فريق عمل للتواصل معهم وتوفير كل ما يلزم من أجل إنجاح مهمتهم تمهيداً لتوقيع بروتوكول تعاون بين الجانبين، والبدء عملياً في تنفيذ خطة عنان. يُذكر أن مصادر في الأمانة العامة للأمم المتحدة كانت قد تحدثت في وقت سابق عن إرسال مراقبين غير مسلحين إلى سورية يتراوح عددهم ما بين 50 و200 مراقب. وكان لقاء مجموعة أصدقاء سوريا، الذي عقد في اسطنبول الأحد وشاركت فيه 83 دولة، قد أصدر بيانا قال فيه إن الفرصة المتاحة أمام الرئيس السوري بشار الأسد لتنفيذ الالتزامات التي اتفق عليها مع أنان ليست مفتوحة الى أجل غير مسمى. ودعا المشاركون في المؤتمر إلى وضع جدول زمني لتنفيذ خطة عنان لتسوية الأزمة السورية سياسيا. إلا أن السعودية وقطر أعلنتا خلال المؤتمر أنهما ستدفعان رواتب لعناصر الجيش السوري الحر الذي يقاتل الجيش النظامي وقوى الأمن السورية في الداخل. وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى أن عنان سوف يطلع مجلس الأمن أيضا على النتائج التي أفضى إليها مؤتمرأصدقاء سوريا في اسطنبول الأحد. أمنيا، قالت قناة الإخبارية التلفزيونية السورية إن قنبلة صوتية انفجرت أمس في مركز العاصمة دمشق، ما سبب إصابات وأضرارا مادية. وقالت القناة إن القنبلة انفجرت بالقرب من فندق كندا، ما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص بجروح طفيفة، ووقوع أضرار مادية في عدد من المحال التجارية في المنطقة. كما أفاد شاهد عيان بأن عبوة ناسفة انفجرت صباح أمس في حي المرجة، في مركز العاصمة السورية، ما أسفر عن سقوط جرحى. وقال شاهد عيان آخر إن عبوة انفجرت بالقرب من مقسم شرطة المرجة، مضيفا أنه شاهد سيارات الإسعاف وهي تهرع إلى مكان الانفجار. ومن ناحية أخرى، قال ناشطون معارضون للنظام السوري إن قوات الجيش النظامي تواصل حملة عسكرية وأمنية على قرى جبل الزاوية في محافظة إدلب الواقعة شمال غربي البلاد، مشيرين إلى أن عددا من الأشخاص قتل وجرح آخرون. وقال نور الدين العبدو، عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في إدلب لوكالة فرانس برس للأنباء إن القوات النظامية قصفت الاثنين قريتي دير سنبل وفريكة في القسم الشرقي من جبل الزاوية بأكثر من ثلاثين قذيفة. وأضاف: لقد اقتحمت القوات النظامية قرية المغارة في جبل الزاوية بالدبابات وعربات الجنود ونفذت حملة مداهمات وتفتيش وإحراق للمنازل واعتقال عدد من الشبان. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره العاصمة البريطانية لندن، إن قصف القوات النظامية لقريتي حاس ودير سنبل أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 11 بجروح. وأضاف أن القوات السورية أحرقت منازل ثمانية مواطنين متوارين عن الأنظار واعتقلت العشرات في حاس. وتقول تقديرات المرصد المذكور إن أعمال العنف المستمرة منذ أكثر من عام في سوريا أسفرت حتى الآن عن مقتل 10108 شخصا، منهم 7306 مدنيين و2802 عسكريا، من بينهم 554 منشقا. ومن جانبها، ذكرت صحيفة الوطن، المقربة من الحكومة السورية، في عددها الصادر الاثنين أن القوات النظامية السورية عززت تواجدها في المنطقة الواقعة بين مدينتي دركوش وسلقين في محافظة إدلب المحاذية للحدود مع تركيا، حيث نشرت عددا كبيرا من عناصر حرس الحدود والهجانة. ونقلت الصحيفة عن مصدر مسؤول قوله إن هذه التعزيزات تهدف إلى ضبط الحدود ووقف عمليات التسلل والتهريب على طول الشريط الحدودي. وقال إن معظم حالات تسلل المجموعات المسلحة والتهريب من الأراضي التركية إلى سوريا تحولت من منطقة جسر الشغور إلى منطقة حارم نتيجة الملاحقة الأمنية المشددة للمجموعات المسلحة هناك، خصوصا في بلدتي الجانودية وعين البيضا الحدوديتين. وفي غضون ذلك، قالت مصادر دبلوماسية في دمشق إن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جاكوب كيلنبرغر، سيقوم بزيارة لسوريا الثلاثاء يلتقي خلالها وزراء الخارجية والداخلية والصحة في الحكومة السورية. وقالت المصادر أيضا إن كلينبرغر سيلتقي أيضا رئيس الهلال الأحمر السوري، عبد الرحمن العطار، مشيرة إلى أن الزيارة تأتي في سياق التواصل مع الحكومة السورية حول الأوضاع الإنسانية في المناطق التي شهدت أعمال عنف، بالإضافة إلى بحث آليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى تلك المناطق.