وبوصول أربع شاحنات مصرية محملة بنحو أربعمائة طن من الحصى "البسكورس" تكون غزة حصلت لأول مرة منذ ست سنوات على هذه المادة الخام التي منعها الاحتلال الإسرائيلي عن غزة بموجب الحصار الذي يفرضه عليها عبر المعابر المسيطر عليها. وينظر في غزة إلى السماح بمرور مادة البسكورس -وهي عبارة عن حصى منحوت من الصخور ويستخدم مادة أساسية في تجهيز البنى التحتية للشوارع- عبر معبر رفح على أنه نقطة تحول في موقف مصر الرسمي في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي كان يرفض تماما دخول أي مواد خام. وأكد رئيس اللجنة الشعبية الفلسطينية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري أن دخول المواد الخام للبدء في تنفيذ مشاريع الإعمار القطرية عبر معبر رفح خطوة مهمة جدا على صعيد كسر الحصار، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وأضاف للجزيرة نت أن مرور المواد الخام عبر معبر رفح سيتيح تنفيذ المشاريع القطرية دون أي إعاقة أو أي تدخل إسرائيلي لمنع تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار. من جانبه اعتبر وكيل وزارة الإسكان والأشغال العامة بالحكومة المقالة ياسر الشنطي أن وصول مادة البسكورس لغزة عبر معبر رفح هي نقطة بداية لاستمرار وصول كافة مواد البناء وإعادة الإعمار اللازمة لمشاريع المنحة القطرية. وقال الشنطي إن مرور الشحنات المصرية المحملة بالمواد الخام عبر معبر رفح خطوة مهمة على صعيد كسر الحصار عبر معبر رفح البري. وأضاف المسؤول الفلسطيني أنها تأتي تتويجاً لجهود كسر الحصار التي بدأها أمير قطر خلال زيارته التاريخية لغزة في أكتوبر وأضاف الشنطي أنه بموجب الاتفاق سيتم مد غزة يوميا بقرابة أربعة آلاف طن من مادة البسكورس اللازمة لتجهيز البنى التحتية لعدد من الشوارع الداخلية التي شملتها المنحة القطرية في غزة، مشيراً إلى أن هذه هي الكمية الأولى من المواد الخام التي حرمت غزة منها على مدار سنوات الحصار الست الماضية. وأوضح للجزيرة نت أن العمل جار من أجل إدخال كافة المواد الخام والمعدات والآليات اللازمة تباعا في قادم الأيام . من جهته قال مدير المكتب الفني للجنة القطرية لإعادة إعمار غزة أحمد أبو رأس أن دخول المواد الخام جاء بموجب اتفاقية بروتوكول تعاون بين اللجنة وشركة المقاولون العرب وبرعاية وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية في مصر. وأضاف في كلمة له خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته اللجنة القطرية للإعلان عن وصول المواد الخام بالقرب من معبر رفح أن الاتفاقية تنص على إدخال كل المواد الخام التي تحتاجها المشاريع القطرية معونة للشعب الفلسطيني. من جهته وصف مسؤول إدارة المحاجر التابعة لشركة المقاولين العرب وصول الشحنة الأولى من المواد الخام لغزة بالخطوة المهمة على صعيد تعزيز التواصل والتآزر العربي مع فلسطين. وقال المهندس محسن مقبل في حديثه للجزيرة نت "اعتبر مرور المواد الخام اليوم بمثابة يوم عيد للأمة العربية وليس لمصر وقطر وفلسطين، لأن هذا اليوم بداية لنواة جديدة وتاريخ جديد سيسطر بداية كسر الحصار عن شعب ذاق ويلات المعاناة".