نشرت مجلة "فرانس فوتبول" هذا الثلاثاء ملفا كاملا حول ظروف منح الفيفا لقطر شرف تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم في العام 2022. وتساءلت المجلة هل قدمت الدوحة امتيازات ما لأصحاب القرار في الفيدرالية العالمية لكرة القدم ولمسؤولي هذه الرياضة الكبار، مثل اللاعب الفرنسي السابق ميشال بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والألماني كارل هانز رومينيغي الذي يترأس الجمعية الأوروبية للأندية. كما حاولت أيضا معرفة الدور الذي لعبه بعض نجوم كرة القدم العالميين، كزين الدين زيدان والمدرب السابق لفريق برشلونة بيب غرديولا، للدفاع عن ملف الإمارة النفطية الرياضي وطبيعة الامتيازات التي حصلوا عليها. وبالرغم من أن المجلة لم تقدم أي دليل قاطع يثبت أن قطر دفعت رشى مقابل استضافها كأس العالم 2022، إلا أنها جمعت جملة من الخيوط توحي بأن شيئا ما قد حصل بين مسيّري الرياضة القطرية والفيفا. ساركوزي ودوره في الملف القطري إريك شامبيل، أحد كاتبي التقرير، قال لفرانس 24 إن الفيفا قبلت كل "الرشاوى" والامتيازات التي قدمتها لها قطر. وأضاف أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي رمى بكل ثقله السياسي والمعنوي من أجل أن تفوز الدوحة بتنظيم كأس العالم 2022، علما أن قوانين الفيفا تمنع ذلك. ونقلت المجلة، عن غيدو طغنوني، وهو عضو سابق في الفيفا، قوله، ربما قطر لم تشتر مباشرة أصوات أعضاء الفيفا الذين يشاركون في التصويت من أجل اختيار البلد الذي يستضيف كأس العالم لكرة القدم، لكنها قد تكون منحت بعض الامتيازات والعقود التجارية للبعض منهم، وهو شيء معمول به في الكواليس". وتساءل طغنوني لماذا تم الإعلان عن تنظيم كأسي العالم 2018 و2022 في مكان واحد وفي وقت واحد ومن قبل نفس الأشخاص، خلافا عما هو متعامل به، مؤكدا أن بلاتر، رئيس الفيفا، كان يرغب في البداية إعطاء شرف تنظيم كأس العالم 2018 لروسيا و2022 للولايات المتحدة و2026 للصين، لكن ضغوطات قطرية كبيرة غيّرت من موقفه. مواقف بلاتر المتغيرة وتطرقت المجلة الفرنسية إلى الدور "المشبوه " الذي لعبه القطري محمد بن همام الذي كان يشغل منصب رئيس الفيدرالية الآسيوية لكرة القدم سابقا وعضو في الفيدرالية الدولية قبل أن يتم إقصائه من قبل المحكمة الدولية للرياضة بسبب عدم احترامه للمادة 19 للفيفا- تتعلق هذه المادة بانتقالات اللاعبين من فريق إلى فريق آخر-. وكشف الصحافي إريك شامبيل لفرانس24 أن أحد مستشاري بلاتر والمقرب أيضا من محمد بن همام أكد لمجلة "فرانس فوتبول" 15 يوما فقط قبل التاريخ المحدد لكشف اسم البلد الذي سيحتضن كأس العالم أن بريطانيا لا تملك حظا كبيرا لاستضافة الكأس،عكس روسيا وقطر اللتين فازتا في نهاية المطاف بشرف تنظيم دورتي 2018 في 2022. كما أشارت المجلة الفرنسية إلى تحقيق أجرته الأسبوعية البريطانية "ساندي تايمز" كشفت فيه أن قطر منحت لعيسى حياتو رئيس الكونفيدرالية الأفريقية لكرة القدم وللعاجي جاك أنوما 1.5 مليون دولار كونهما عضويين في المجلس التنفيذي للفيفا. لكن "فرانس فوتبول" و"ساندي تايمز" لم تتمكنا من تقديم أدلة ملموسة بشأن هذه الاتهامات. قطر تنفي كل الاتهامات وأضافت "فرانس فوتبول" أن قطر قدمت علاوات مالية كبيرة تقدر ب 5.5 مليون يورو لبعض نجوم الكرة التي سبق ذكرها سابقا، فضلا عن تمويل مؤتمر الكونفيدرالية الأفريقية لكرة القدم الذي انعقد في يناير 2010 بأنغولا. والهدف من كل هذه المناورات المالية هو "شراء" بشكل غير مباشر أصوات الناخبين الأعضاء في المجلس التنفيذي للفيفا. من جهتها، نفت اللجنة القطرية المنظمة لكأس العالم 2022 كل الاتهامات بالرشوة التي وجهت إليها، مؤكدة أن قطر نجحت في استضافة كأس العالم 2022 كونها احترمت كل المعايير الأخلاقية والرياضية المتعامل بها دوليا. وأضافت اللجنة بأنها مستعدة للتعامل مع أية جهة قانونية تريد التحقيق في ملف قطر. وفي سؤال هل قطر مستعدة لتنظيم هذه الدورة خلال فصل الشتاء، أجابت اللجنة أنها تحتكم إلى قرارات الفيفا وأن الأشغال تسير على قدم وساق من أجل تنظيم هذا العرس الكروي في فصل الصيف كما كان مخططا له. ونفت ذات اللجنة بروز مشاكل جديدة في الأفق قد تمنع قطر من تنظيم كأس العالم في 2022 من جهته، نفى ميشال بلاتيني أن يكون الرئيس ساركوزي ضغط عليه لكي يصوت لصالح الملف القطري. وفي بيان نشره على موقع "فوتبول ماكسي فوت" قال بلاتني: "لقد صوت لقطر بكل حرية واستقلالية، مضيفا أن من يعتقد أنني صوت لقطر خدمة لمصالح فرنسا فهو مخطئ". يذكر أن قطر أنفقت أكثر من 33 مليون دولار في مجال الاتصالات والعلاقات العامة وللدفاع عن ملفها الرياضي وبهدف تحسين صورتها في العالم.