شدد الدكتور سعيد بويزري (أستاذ بكلية الحقوق بجامعتي مولود معمري بتيزي وزو ومحمد بوڤرة ببومرداس) في الندوة الفكرية نشطها أمس بمقر جريدة «الجمهورية» على ضرورة محاربة التنصير في منطقة القبائل خصوصا والجزائر عموماً دون تهويل ولا تهوين وأكد الأستاذ سعيد بويزري بأن ظاهرة التبشير الديني المسيحي باتت بالفعل تشكل خطرا على بلدنا ، لكنها لا تحتاج الى تهويل وتضخيم اعلامي من شأنه تخويف وترهيب الجزائريين منها ، وأضاف ضيف «الجمهورية» بأنه ورغم اعتناق العديد من المواطنين عندنا للديانة المسيحية ، إلا أنهم عادوا في الأخير الى جادة صوابهم ، بسبب تحكيم منطق العقل لا منطق القوة ، مشيرا الى مسألة غاية في الأهمية ، وهي أن التنصير لا يمس فقط منطقة القبائل ، بل أنه ضرب كذلك مدنا وحواضراً أخرى في الجزائر على غرار عنابة ، وهران وحتى الصحراء من خلال استهداف التبشريين البروتستانتيين لولاية بشار بالتحديد ، لذلك وجب علينا يقول الدكتور بويزري التركيز على العمل الدعوي الديني المبني على الوسطية والاعتدال ، دون تجريح أو قدح الشباب المغرر بهم ، موضحاً في نفس السياق على ضرورة الالتزام بالذكاء والفطنة والبحث عن نقاط الضعف التي يجهلها المرتدون حتى يستفيقوا من سباتهم العميق الذين غاصوا فيه ولم يفوت الأستاذ المحاضر الفرصة لكي يؤكد على دور العلماء ومشايخ الزوايا في أعالي جبال مناطق الجزائر الشامخات الشاهقات ، في صد هجمات هؤلاء المنصرين ، إذ كشف أن منطقة القبائل ولاسيما تيزي وزو تحتل المرتبة الأولى وطنيا وحسب احصائيات رسمية في عدد المساجد التي تعمل وفق مناهج علمية وتطبيقية دقيقة وقال إن كثرة الزوايا في تيزي وزو سبب تسميتها بالعامية ببلاد "الزواوة" وهي الآن تستعد لتشييد 121 مشروع مسجد جديد في المستقبل القريب مما يؤكد فعلا ، أن التبشريين النصرانيين سيفشلون في مسعاهم الحاقد على ديننا الاسلامي الحنيف وأوضح ضيف "الجريدة" بأن الزوايا في منطقة القبائل وزيادة على جهودها المستمرة في محاربة موجات المسيحيين البروتستانتيين ، فإنها تقوم بمهام نبيلة أخرى كإقامة مجالس بين السكان وتحفيظ القرآن ونشر العلم والمعرفة النبيلة ، لاسيما الدفاع وترقية اللغة العربية التي قال إنها أخت الأمازيغية الشقيقة ولا صراع بينهما كما يحاول بعض النصرانيين والحاقدين على الإسلام تصويره في مختلف القنوات ووسائل الإعلام التي تبشر بالمسيحية . هذه الندوة الفكرية ، كانت فرصة كذلك للدكتور بويزري ، كي يحذر من الملتقيات الفكرية التي تنظم في أحايين كثيرة تحت غطاء الأخوة والتسامح بين المسيحيين ، حيث أن هذه الأنشطة والندوات الدولية ، قد تكون فرصة لبث سمومهم ونشرها في أوساط الجزائريين ، غير أنه طمأن الجميع بأن الإخوة الدعاة والمشايخ الفقهاء متجدنين لهذه الحملات التبشيرية الدنيئة التي تحاول استغلال أخطاء المسلمين الكثيرة ، لهذا أوصى الدكتور بويزري في الأخير بضرورة المحافظة على الجزائر التي وصفها «بهدية السماء» للجزائريين وأن لا نحاسب الإسلام بجريرة وأخطاء المسلمين الذين يرتكبون هفوات وزلاّت نحن في غنى عنها اليوم لا سيما في ظل التحولات الجذرية التي يشهدها هذه الأيام مجتمعنا الذي غزاه جيل الفايسبوك والتويتر .... إلخ .