ستكون أنظار عشاق الكرة المستديرة عبر العالم اليوم مشدودة إلى بيلوم فونتان بجنوب إفريقيا لمشاهدة مقابلة القمة، لقاء الكراهية، النهائي قبل الأوان، مواجهة الإعلام والأنصار، سمها كما تشاء لكن الأكيد أن كل هذه العناوين تنطبق على مقابلة إنجلترا بألمانيا. من منا لا يعرف مدى الحساسية الكبيرة الموجودة بين الإنجليز والألمان فبالإضافة إلى مخلفات الحربين العالميتين الأولى والثانية والحرب الباردة فإن الأجواء تكهربت كثيرا بين المنتخبين بعد نهائي كأس العالم الشهير الذي جمعهما في 1966 وهدف الفوز الإنجليزي المشكوك في مشروعيته. ومنذ ذلك الوقت أضحت لقاءات المنتخبين تسبقهما عاصفة من الإنتقادات والحروب الإعلامية عبر القنوات والجرائد تصل إلى حد السب والشتم وتلاسن اللاعبين والمدربين ورموز الكرتين كما حصل هذه المرة حينما وجه القيصر بكنباور إنتقادات لاذعة في حق الكرة الإنجليزية وسخر من الطريقة التي يلعب بها بكنابور. مباراة اليوم ستشهد مستوى فني قوي وإندفاع بدني لا مثل له فالإنجليزيون الذين شاهدناهم مهلهلين وضعفاء أمام الجزائر والولايات المتحدةالأمريكية سيظهرون بوجه آخر تماما لأن اللقاء حياة أو موت إما البقاء أو حمل الحقائب والإنصراف، وكابيلو يكون قد عرف مكمن الخلل خاصة في الهجوم حيث أجرى عدة تغييرات في المقابلة الثالثة أمام سلوفينيا وقد أتت بثمارها. أما المنتخب الألماني فمعروف عنه هو الآخر الصرامة التكتيكية والروح القتالية العالية والإرادة وعدم الإستسلام إلى آخر لحظة إلا أن مستواه كان متفاوتا في التصفيات الخاصة بالدور الأول فقد أبهرنا أمام أستراليا ثم خذلنا أمام صربيا ليفوز في المقابلة الثالثة بصعوبة على غانا وهو ما يصعب من التكهنات وإطلاق أحكام حول مواجهة اليوم فهي مفتوحة على كل الإحتمالات.