كانت الجزائر إلى وقت قريب بلدا مغلقا أكثر من 99 بالمائة من مواطنيه مسلمين إلى أن ظهرت في السنوات الأخيرة عمليات تبشير مسيحي وتنصير خطيرة استهدفت المجتمع في العمق ولاسيما الفئات الهشة والفقيرة ببعض الولايات وبالأخص منطقة القبائل وقد تكالبت الكثير من الجهات على نشر المسيحية بالجزائر واستمالة الشباب مستعملة في ذلك مختلف الوسائل الممكنة وغير الممكنة وقد وجدت هذه العمليات التربة خصبة ماساعدها على البروز خصوصا الظروف الإجتماعية التي مرت بها الجزائر وقضت على كل أمل في الحياة ودفعت بالكثير من أبناء الأمة إلى التفكير في الهروب إلى الضفة الأخرى حيث « الأمن والآمان » المفقودان بالجزائر أما من صمد وبقي ينتظر الفرج فعاش في قنوط وفريسة سهلة في أيدي المتلاعبين لاوظيفة ولاسكن ولامستقر الضبابية تلف الأفق ونهاية النفق لاأثر لها في غياب مشروع دولة ومسؤولين يتبنون قضايا المجتمع ويدافعون على أفراده وبما أن الطبيعة لاتقبل الفراغ جاء من يعمرّ هذا الفراغ اندس وسط الصفوف أناس ينشرون السموم ويعدون بالخلاص والإنعتاق من هذا الواقع المرير كيف؟ بتغيير العقيدة ومسخ الهوية وسلخ الفرد من جذوره بتنصيره وكأن النصرانية هي شعاع الأمل وأن مايعيشه هذا الفرد من يأس وقنوط وبسبب عقيدته الإسلامية فيعدونه ويغرونه بشتى الاغراءات المادية إن هو بدل عقيدته وتخلى عن الإسلام سيجد الجنة في الأرض وكل مايطلبه يكون بين يده وفعلا اجتهد هؤلاء المندسون بكل الوسائل ونجحوا في استمالة الكثير منهم إلى درجة الإنسلاخ من عقيدته في غياب حصانة دينية وإهمال كبير لدور المسجد في ظل منظومة تربوية فاشلة لم تقدم للتلميذ أي سند عن دينه واكتفت بترديد بعض الآيات وهكذا وجد شبابنا أنفسهم بين أنياب ومخالب شياطين كرسوا حياتهم وجهدهم لضرب الإسلام والمسلمين الذين يعيشون في غفلة عن دينهم وما يحاك ضدهم وضد دينهم وقد نجح أعداء الأمة أو كادوا في زرع الفتنة في قلوب الشباب الجزائري الذي أنضم جماعات إلى هؤلاء الحاقدين سواء بدافع الإغراء أو الفضول أو لفراغ عقائدي ولكن لحسن الحظ أن وسط الغافلين من تفطن إلى خطورة الموقف واستيقظت في داخله حمية الدين والعقيدة وراح بكل ماأوتي من قوة يتصدى ويدافع عن الإسلام بحنكة وتبصر للحدممّا يسمى هذا المد النصراني وبالفعل عاد الكثير ممن ضلوا وانساقوا وراء المغالطات إلى جادة الصواب والحقيقة أن الأمة الجزائرية بصفة خاصة مستهدفة منذ أمد بعيد وقوى الشر تتربص بها الدوائر في كل المجالات وعندما فشلت في تدميرها من جوانب مادية لم تجد سوى العقيدة التي كانت ولا تزال قلعة متينة لتدخل منها وتخرجها لأن فرنسا وما أدراك قوتها لم تستطع خلال قرن ونصف اختراق هذا الحصن الذي كان وحده سلاحا فتاكا قضى عليها فما بالك بشرذمة من الدعاء ليس لهم من القوة سوى الإغراء وهو سلاح غير مضمون وغير مجد في الكثير من الأحيان فالجزائري مهما ضل أو عصى لا ولن يبدل عقيدته فهي رأسماله الوحيد الذي يحيى ويموت من أجله