اعترف بوزيد إغيل، الملقب ب''محند أزواو''، خلال عرضه لكتابه ''كنت نصرانيا''، أمس، بمقر المجلس الإسلامي الأعلى، أنه لم يعتنق المسيحية طمعا في المال، كما فعل البعض، بقدر ما كان ضحية جهل وفراغ روحي سببه المدرسة التي لم تعلمه العقيدة الإسلامية الصحيحة. استعرض العائد إلى الدين الإسلامي، محند أزواو، جوانب من رحلته في عالم النصرانية والتنصير، انطلاقا من منطقته ببلدية أكفادو بسيدي عيش بجاية، سنة ,1995 حيث قال: ''كانت الجزائر في أوج الغليان، الركود في كل مكان، وعلى جميع المستويات، منطقتنا القبائل لم تعان من ظاهرة الإرهاب، ولكن قاسينا هاجسه وكنا نعيش المقاطعة الدراسية''. حينما انتابه الشعور بالفراغ الروحي والجهل، كان عمر محند عشرين عاما، وقال: ''رغم أنني درست الإسلام في البرامج المدرسية، إلا أنني لم ألمس نور التوحيد وحقيقة هذا الدين فيما كان يقدم لنا..''. وأوضح أنه لم يشعر بقيمة المسيحية إلا بعد أن عبر لأحد أفراد قريته برغبته في دين جديد يملأ فراغه. وأضاف: ''الشخص الذي ساعدني على التنصر لا يعرف لا العربية ولا الإسلام''. وقد ازدادت قناعته بالمسيحية بسبب تلك القراءات المتنوعة للأدب الكلاسيكي الفرنسي، الذي يتضمن تعابير دينية ومقاطع من الإنجيل. وعن أساليب الإقناع التي ينتهجها التبشيريون في الجزائر، أكد أزواو: ''هم لا حجة لهم، لكنهم يركزون على العاطفة، ويستهدفون الشباب. النصراني يجمد عقلك ويخدره باسم البحث عن الله بالعاطفة فقط بعيدا عن الدلائل العلمية المتوفرة في الإنسان''، في إشارة منه إلى مسألة التثليث التي لا أحد أجابه عنها. ويضيف: ''هم يغرقونك في أوهام من الروحانيات، وقد عشت خوارق باسم المسيح كإخراج الجن وشفاء المرضى''. وفي الأخير، أكد أزواو أن منقطة القبائل، التي تتهم بالتنصير وطنيا، تعرف صحوة دينية لا مثيل لها وعودة إلى الإسلام.