أحصت مصلحة المساعدة الإجتماعية الإستعجالية المتنقلة التابعة لمديرية النشاط الإجتماعي خلال شهري ماي وجوان الحالي 83 حالة لأطفال لشوارع أغلبهم من عمالة القصر الذين يتخذون من التسول والسرقة والتجارة الموازية مهنة للإسترزاق ومنهم من وجدتهم فرق الإستعجال الإجتماعي في وضعية صحية متدهورة بسبب إصابتهم بأمراض الحساسية والربو وقد تم التكفل بهم وتوجيههم من طرف خلية الإصغاء والإستشارة القانونية وكذا من قبل فرق المتابعة الصحية. وحسب مصادر مسؤولة بمجلة الإستعجال الإجتماعي المتنقل الذي باشر مهامه منذ شهور فإن أغلب الشرائح من الأطفال الذين تلقوا العناية في هذه الفترة، تم توجيههم صوب المؤسسات من خلال إدماجهم إجتماعيا، حيث تم تسجيلهم بمراكز التكوين المهني وذلك بعد إجراء التحقيقات الميدانية حول الحالات الإجتماعية التي أحصيت من طرف الفرق المتنقلة المتكونة من مختصين نفسانيين ومربين لتحديد درجة الحاجة والفقر لدى الأطفال وفي هذا الشأن استفادت 23 حالة اجتماعية لأطفال الشوارع من الإدماج الإجتماعي لتجنب عودتهم إلى الأماكن العمومية التي تفتح لهم كل الأبواب للإنحلال الخلقي وتعاطي المخدرات مثلما هو الشأن بالنسبة لحالة الطفل "ع. م" من ولاية غليزان الذي عثر عليه يتسول من أجل جمع مبلغ 600 دج يوميا بحكم أنه مجبر على تسليم المال لوالده، وفي حالة عدم تمكينه من استعطاف ذوي القلوب الرحيمة فإنه سيتعرض لأقصى العقوبة من طرف عائلته هذه عينة لطفل وجدته فرقة الإستعجال الإجتماعي المتنقل للمرة الخامسة يجوب الشوارع وهو يتسول وبعد التحقيقات التي باشرتها خلية الإستشارة القانونية لحالته الإجتماعية تبين بأن عائلته تتحمل مسؤولية الإهمال والتقصير في حق هذا الطفل القاصر الذي لا يتجاوز سنه 13 سنة. ولهذا الغرض حولت قضية هذا الطفل الى قاضي الاحداث الذي فرض الرقابة القضائية في حق الوالد المتهم بالإهمال العائلي. وحسب المكلفين بتسيير شؤون هذه المصلحة المستحدثة من طرف مديرية النشاط الإجتماعي الكائن مقرها بالمبنى القديم لدار الحضانة بحي "أكميل" فإن الأحياء الشعبية القديمة بوهران تعد بؤرا هاما لأطفال الشارع على غرار أحياء الصديقية رأس العين، حي اللوز، وخاصةس شارع العربي التبسي (لوبي سابقا) الذي احصي فيه 15 طفلا متشردا فضلا على أن كل الحالات التي استقبلتها المصلحة مدمنة على تناول المخدرات وفي مقدمتها مادة (الغراء) التي يستنشقها المدمن لأنها سهلة المنال، مقارنة بالمواد الأخرى كالاقراص المهلوسة أو السجائر التي تتطلب مقابل مالي وبالرغم من الخرجات الميدانية المنظمة مرتين أسبوعيا لاحصاء الأطفال المتشردين إلا أنه وحسب ذات المصادر لا يمكن الحد من الظاهرة بل التخفيف ولو نسبيا من درجة إنتشارها وكذا القضاء على عمالة الأطفال التي تعرف ارتفاعا غير مسبوق في مجتمعنا. وفي المقابل تكفلت ذات الهيئة خلال هذا الشهر ب 4 حالات للنساء اللائي تعرضن للعنف الأسري وخضعت حالات إجتماعية أخرى للرعاية الصحية خاصة الشرائح التي تتراوح أعمارها ما بين 9 و18 سنة والتي تبين انها تعاني من أمراض مزمنة كضيق التنفس والحساسية ، الجدير ذكره أن هذه المصلحة تنتظر الحصول على الدعم المالي للإستفادة من التجهيزات والوسائل المساعدة في تنقل الفرق، على غرار سيارات الإسعاف التي تعد الوسيلة الضرورية للقيام بهذ المهام النبيلة بمصلحة الإستعجال الإجتماعي بوهران الذي تمكن من إدماج 23 حالة إجتماعية منذ بداية نشاطه. الجدير ذكره أن فرق الإستعجال تمكنت من احباط محاولة انتحار شاب يبلغ من العمر 19 سنة بساحة فاليرو الذي كان بصدد تناول سائل روح الملح لكنه فشل في ذلك واتضح بعد ذلك أنه يعاني من ضغوطات نفسية.