قدم المشاركون في اليوم الدراسي الذي نظم أمس بالمركز الثقافي ابن محرز الوهراني حول التدخين والإدمان عند الأطفال أرقاما مخيفة حول تفشي هذه الآفة في المجتمع الوهراني وبلغة الحسابات كشفت آخر الإحصائيات المستقاة من مركز الإدمان بمستشفى الأمراض العقلية بسيدي الشحمي عن تسجيل نسبة 28٪ من الأطفال المدمنين على المخدرات خلال سنة كاملة. كما سجلت في هذه الفترة 13 وفاة لأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 12 و19 سنة. وأغلبهم كانوا متمركزين ببلديات السانيا، الكرمة، سيدي معروف، حاسي بن عقبة وڤديل وهي المناطق التي تعرف انتشارا واسعا لهذه الفئة بسبب الفقر، وتواجد البنايات الفوضوية. وحسب المستشار القانوني لمصلحة الإستعجال الإجتماعي الذي نشط إحدى مداخلاته حول إستراتيجية التكفل بالطفل والمراهق فإن هذه الظاهرة أصبحت تهدد حياة جيل من الشباب بسبب توسّعها وبلوغها مؤشرات خطيرة بدليل أن الأرقام التي كشف عنها توحي بمدى خطورة الوسط الذي ينشأ فيه الطفل واشتراك عدة عوامل في بناء شخصيته. حيث أضحى تأثير المخدرات على القاصر كبيرا، إلى درجة أن أكثر من ربع المدمنين على الأقراص المهلوسة والسجائر بوهران هم من فئة المراهقين. خاصة أطفال الشوارع الذين يعدون أكثر عرضة للإدمان، وفي هذا الشأن أحصت المصالح الإجتماعية منذ نهاية السنة الفارطة وإلى غاية هذه السنة أكثر من 139 متشرد يجوبون شوارع مدينة وهران. وحسب القائمين على مصلحة الإستعجال الإجتماعي المتنقل فإن عدد المتشردين الذين سجلوا على مستوى هذه المصلحة خلال شهري ماي وجوان الحالي بلغ 79 طفلا عثر عليهم بالطرقات والأسواق والأماكن العمومية بالأحياء العتيقة ووسط المدينة، والذين يتعاطون كل أنواع المخدرات سيما التدخين، وقد تم التكفل ب 13 حالة إجتماعية للقصر على مستوى مصلحة الإستعجالات من ضمن 28٪ من الأطفال المدمنين، وكذا معالجة الحالات الأسرية التي تتسبب في هروب الطفل إلى الشارع، خاصة الأبوين، اللذين لهما دور كبير في بلوغ أبنائهم هذه المرحلة الحرجة في حياتهم. من ذلك المشاكل العائلية، والتفكك الأسري، والفقر وغيرها من العوامل المساعدة على الإنحراف لدى المراهق الذي يلجأ إلى الشارع بحثا عن الذات وهروبا من العقاب ليصبح عالة على المجتمع وبالتالي ضحية تدفع ثمن الإهمال. وللتخفيف من حدة الظاهرة التي بدأت تتوسع وتتجدر في المجتمع الوهراني تم إدماج 23 مراهقا في مراكز التكوين لتفادي العودة إلى الشوارع، واللجوء إلى التسوّل والسرقة وارتكاب الجرائم، فضلا على استفادة المتشردين ومن القصر من المتابعة الصحية خاصة وأن بعض الحالات أصيبت بأمراض مزمنة كالحساسية، الربو وداء السكري، وتوجيه الحالات الأخرى من قبل مختص في الإستشارة القانونية من أجل تمكين الطفل من تجاوز هذه الفترة العصيبة من حياته والعودة إلى رشده بعيدا عن الآفات الإجتماعية. وعلمنا أنه تم التكفل خلال شهر جوان الحالي ب 16 شابا مراهقا بطالا باستفادته من المنحة الإجتماعية ومساعدة 12 معوزا. وتقديم الرعاية الصحية ل 8 حالات، والتكفل ب 4 عائلات متواجدة في خطر. وعن الإحصائيات المسجلة خلال الثلاثي الثاني من هذه السنة كشف المنظمون من اتخاذ الجمعيات لوهران عن تسجيل 14 مدمنا من وسط الشباب، وتم إدماج 46 بطالا بمركز التكوين والتكفل ب 66 معوزا، وتلقت المصالح المعنية 18 طلب كفالة، واستفاد 14 متشردا من الفحص الطبي، ووجهت استشارات من قبل أخصائيين نفسانيين ل 15 شخصا كان بحاجة إلى رعاية. كما خرج المجتمعون في اليوم الدراسي بتوصيات تفضي إلى ضرورة تشكيل شبكة تعاون بين القطاعات لمحاربة الآفة وجاء في البيان الختامي بإلزامية الإعتراف على أن التدخين عند فئة الأطفال هو مشكلة صحية ذات أولوية، فضلا على المطالبة بإنشاء برنامج لمحاربة الإدمان لدى القصر مع وضع خطة عمل وتشجيع الحوار بين الآباء والأمهات والأطفال وكذا السعي لتجسيد مشروع انجاز مركز مختص لإدماج وإعادة الإعتبار للمدمين.. والفصل بين الطفل الجانح الذي هو في نزاع مع القانون والطفل المريض ذهنيا الذي يشكل خطرا معنويا في إشارة إلى الحالات التي تستقبلها مراكز إعادة التربية التي تختلط فيها الفئات الشبانية مما يشكل ذلك خطرا على الأطفال.