الدينار الجزائري عمره 49 سنة! عيد ولم لا! عيد لاسترجاع الذكريات الخالدات التي تؤرخ لفترات زاهية لهذه العملة الوطنية التي صكّت بعد قرابة سنتين من استرجاع السادة الوطنية... الدينار، هذه الوحدة الأساسية في نظام الصرف الجزائري من دحرت الى غير رجعة الفرنك الفرنسي وأعادت للجزائريين عزة الأمير عبد القادر صاحب أول عملة وطنية في تاريخ الدولة الجزائرية الحديثة، هذا الدينار وجبت اليوم وقفة بشأنه مراجعة لمسار سنوات من التداول من التغيّرات من التطورات. في بداية البداية بحبوحة «بدورو» و«عشر فرنك» و«ربعدورو» وتلك القطع العزيزة لمّا كان سعر البطاطا ب «عشر دورو» للكيلوغرام ورطل!.. لمّا كانت تذكرة السينما ب «35 دورو» وكيلوغرام اللحم الطازج ب «ميادورو» خمسة دنانير جزائرية وتسعيرة الرغيف ب «7دورو» أقل من نصف دينار... وتلك الأيام تداولها اليوم بإحساس مزيج من الحنين الى قطعنا النقدية وأوراقنا ذات فئة «ميادورو» (5دنانير) و«ميتين دورو» (10دنانير» ورحمة الله على «اللحاف والزربية» ورقتا «الخمسالاف» والعشرالاف» من كانتا تفتحان «الطريق في البحر» كما كان يقال... ثم بعد الذروة سقوط حر الى أفول وجه الأمير عبد القادر الى الاختزال المتسارع من ورقة 500دج الى ورقة 1000دج الى ورقة 2000دج الى قطعة 200دج و«الله لا يزيد أكثر»... هذه حكاية دينارنا بين عهد الشموخ الى زمن الأفول حكاية نزال ذات يوم بين «الدورو» وبين «الطورو»... أو... لي! و... لا تسلني عن «وسخ الدنيا»!