نوقع اليوم انبعاث الميلاد الجديد للنادي الأدبي بعدما كان في السنوات الماضية اشعاعا ثقافيا و ابداعيا تخرج منه اكبر الاسماء الجزائرية التي اشتهرت سواء في الجزائر او العالم العربي حيث ظل الملحق ملازما ومواكبا لاهتمامات الابداع . وجريدة الجمهورية من خلال تجربتها مع الملحق الذي أشرف على إعداده وتنقيح مادته ،طوال عشر سنوات (1978-1988) الاستاذ بلقاسم بن عبد الله يعتبر تجربة متميزة في رصيد الصحافة الأدبية ببلادنا. و للأمانة العلمية و الفكرية فلقد ولد الملحق الأدبي وترعرع وتطور بفضل عدة أسماء مؤسسة له من بينها الكاتب الروائي الحبيب السايح والمرحوم عمار بلحسن و أم سهام و غيرهم . وللتذكير فقد عرفت الصحافة في بلادنا عدة ملاحق أدبية ،لكنها لم تعمر طويلا، كما كان الحال مع جرائد الشعب والنصر والخبر والشروق ، بينما توجد حاليا تجارب مماثلة، تعتز بها صحفنا الجزائرية مثل صوت الأحرار واليوم والفجر والجزائر نيوز. ومع ذلك، رغم تعدد وتنوع الجرائد في المرحلة الراهنة، كما أشار الأديب واسيني الأعرج ، فإن التعددية الحزبية والصحافية ،لم تستطع أن تبرز حتى الآن منبرا أدبيا اعلاميا مثل النادي الأدبي الذي كان يجسد بحق كتابة الاختلاف، والرأي و الرأي الآخر ، في ظل نظام الحزب الواحد وصحافة الاتجاه الواحد. ان الكتابات الابداعية في الجزائر تتميز بشفافية في الطرح وتلتزم في معاييرها بالنسق الفني المتميز، الذي يرمي إلى ظاهرة موحدة و هي النظرة الأدبية المتميزة من ناحية الإبداع الخارق الذي ينطوي تحت لواء واحد و هو النظرة العميقة للواقع المعاش والفني الإبداعي في الجزائر. وعن المشهد الأدبي في الجزائر يعرف غياب النظرة النقدية لهذا الجانب جعله يتنحى عن جانبه الموضوعي ويتيه في طرحه ويحدث نوع من خلط في التقنيات الفنية التي يستعملها الكاتب أو الكاتبة على حد سواء، باعتباره متذبذبا لغياب الأطر الفنية و الآليات النقدية التي تحدد نطاقه ويأتي هذا على حساب النظرة الأدبية التي كانت سائدة على الساحة على اختلاف مراحلها و تطورها وهذا بالرغم من وجود أقلام بارزة على الساحة الأدبية سواء في الرواية أو الشعر أو الاصناف الادبية الاخرى . و الشيء الأكيد ، أن الإبداع الأدبي ما هو إلا تحفيز للذات وتحريرها من الأوهام مع قيامها في نفس الوقت بعمل إبداعي جديد ومضمون يكون فيه القارئ قد وصل إلى القناعة بإبداعية الكاتب او غير ذلك . والمبدعون هم من يرسمون الخطوط والأفكار بلغة يفهمها الناس والمجتمع ، فالمبدع أحيانا يكون فيه خارجا عن المألوف الذي لا تستطيع العبقريات الأخرى بعقولها وبأفكارها مجاراته ، أو حتى الوصول إلى فهمه .. وهذه هبة الله تعالى .. فعندها يدرك المبدع أنّ ما أنجزه لا بدَّ أن يصل الى الناس بالمنفعة والاقتناء والاستفادة بدلا من أن تتداخل في فكرته مفاهيم تشوِّه عبقريَّته وأفكاره وابتكاراته الموهوبة. فالإبداع إذا سمة في عقل الإنسان وقد شاء الله تعالى أن لا يكون خروج تلك العلوم وتلك الإبداعيات إلا بالعلم ، ونسيجها لا يكون إلا بعبقرية جادة حكيمة فذة قادرة على منح البقاء والانتشار اليوم نوقع ميلاد الثاني للنادي الادبي بأقلام ادبية قديمة و جديدة ساهمت و لاتزال سواء سابقا او لاحقا في ازهار مسار الابداع و خصوصا على صفحات جريدة الجمهورية المدرسة العريقة التي تخرج منها المع الاسماء الصحفية و الادبية . الدعوة عامة لكل الاسماء الجميلة في فضاء الابداع سواء على المستوى الوطني او العربي للمساهمة في تحريك عجلة الابداع الادبي و الفكري و النقدي للرفع مستوى الحرف الذي يحدد تطور اي حضارة على وجه الارض .