للجانب البسيكولوجي دور في تحديد ميكانيزمات الكتابة اعتبرت الكاتبة والأديبة زهور ونيسي أن الكتابات النسوية في الجزائر تتميز بشفافية في الطرح وتلتزم في معاييرها بالنسق الفني المتميز، الذي يرمي إلى ظاهرة موحدة و هي النظرة الأدبية المتميزة من ناحية الإبداع الخارق الذي ينطوي تحت لواء واحد و هو النظرة العميقة للواقع المعاش والفني الإبداعي في الجزائر. وعن المشهد الأدبي النسوي في الجزائر تقول ونيسي في تصريح خصت به “الشعب" ان غياب النظرة النقدية لهذا الجانب جعله يتنحى عن جانبه الموضوعي ويتيه في طرحه ويحدث نوع من خلط في التقنيات الفنية التي يستعملها الكاتب أو الكاتبة على حد سواء، وهذا بالرغم من وجود أقلام بارزة على الساحة الأدبية النسوية سواء روائيات أو شاعرات تتمركز من ناحية واحدة، وهو الجانب الفني الذي يندرج في اطار الحديث عن الاطار المرجعي الذي تروي من خلاله الأديبة والكاتبة السمة الابداعية التي تتمتع بها. أكدت ونيسي ل«الشعب" ان الفعل الثقافي الجزائري، الذي تندرج من خلاله تصورات نابعة من الواقع الذي عايشته المرأة الجزائرية على اختلاف مراحل حياتها اليومية و حتى التاريخية، التي سجلت نطاقا واسعا في تجسيد مراحل حياتها بكل تطوراتها وعلى مستوى النظرة الموحدة للمجال الادبي على اختلاف مراحله، و كانت النظرة السائدة آنذاك لا ترتقي الى المستوى العملي و التطبيقي بل ينطوي في جانب واحد وهو الجانب النظري الذي يختفي من ورائها الطابع النفسي للمرأة الجزائرية وهذا من خلال الأزمات التي عايشتها. أما الجانب النقدي في الأدب النسوي يمكن اعتباره متذبذبا لغياب الأطر الفنية و الآليات النقدية التي تحدد نطاقه، ويأتي هذا على حساب النظرة الأدبية التي كانت سائدة على الساحة على اختلاف مراحلها و تطورها، و من هذا الجانب -تضيف محدثتنا- ان الحديث عن الكتابات النسوية في بلادنا يتطلب الكثير من النقاط التي تميز مراحل معينة منها بالذات الجانب البسيكولوجي لطبيعة الكتابات النسائية و على الخصوص الطبيعة التي نشأت فيها المرأة الجزائرية كالجبال و الارياف و هذا على مختلف مراحل حياتها فكانت للطبيعة جانب مهم في تبني أفكار تعطي من خلالها فكر معين ينطوي منه الجانب الفني للكتابات، “فجاءت إبداعات متناسقة وتحتوي على ميكانزمات تحدد الهوية الفنية لشخصيتها و هذا بحد ذاته مجال آخر في تبني سياسة أدبية واضحة المعالم" . من جهة أخرى ذكرت زهور ونيسي أنها لا تعترف بالكتابات النسوية والرجالية، فكل يصب في إطار واحد و هو أفق الابداع الفني والتقلد بسمات معينة من الامكانيات التي تحتويها المرأة الشاعرة والكاتبة و الروائية وهذا بحد ذاته يمثل قمة العطاء الفني الذي يسمو بالمرأة الأديبة الى أسمى معايير الفنون و التي يحددها المجال الإبداعي.