آفة الأفلان الآن فسيلة نامية تحت قبة البرلمان والسفينة بلا ربّان يمسك مثل أيام زمان بالقضبان ويوجه الشراع ينأى بأب الأحزاب الى بر الأمان... الأفلان ذو الملايين من المنخرطين بلا بطاقات منذ صرخة الشجعان ذات نوفمبر في وجه فرنسا يوم قام الجزائريون جندا في سبيل الحق يخوضون الحرب على الأشلاء هذا العملاق الآن يتمايل ذات اليمين وذات الشمال يرتبك يرتج على وقع هزات ارتدادية متوالية كلما لاح في الأفق موعد انتخابي على سلم الاستحقاقات الوطنية من البلديات الى التشريعيات الى الرئاسيات عند قرب التجديد الكلي او التجديد النصفي للبرلمان... رائحة التكتلات وعطر التحالفات... وعلى حين غرة ينهض في كل مرة الاخوان أو لنقل الاخوة عن بكرة أبيهم معركة مواقع وحرب بيانات وتكتلات على مدار الفصول الأربعة وصراع زعامات واقالات واستقالات ومعاطف تقلب كما تقلب «الفيستة» في غير أوان هذا يعيّن وذاك يقيل وهؤلاء يسحبون الثقة (يعني البساط) وأولئك يشجبون وينددون «بالممارسات» المخالفة لقواعد الحزب وروح نوفمبر و...جبهة التحرير اعطيناك عهدا... حزب جبهة التحرير الوطني! كأنه لا يريد اليوم أداء رسالته التاريخية منذ دبت في صفوفه حمى الزعامة منذ رحيل «الصقور» بالمفهوم السياسي للنضال بوعلام بن حمودة، محمد الشريف مساعدية عبد الحميد مهري عبد العزيز بلخادم ولنكتفي بهذا الرباعي الذي قاد الحزب بل وقاد بلدا بأكمله في أصعب الظروف الوطنية والدولية حزب واحد موحد وفاء للعهد وحفظ للأمانة واليمين!. جبهة التحرير اعطيناك عهدا! هكذا العهد وإلا فلا! لمّا تقحم الصراعات «الأخوية» عنوة بمؤسسات الدولة بالمؤسسات الدستورية في سابقة لم يشهدها حزب الثوار من قبل... اليوم فقط وفي هذه الظروف التي يعيشها الوطن في غياب رئيس الجمهورية (أعاده الله الى الجزائر سالما معافى ووسط محيط اقليمي مناوئ من مختلف الجهات على جنبات جغرافية البلاد جبهات مفتوحة على كل الإحتمالات والمفاجآت من البحر ومن منطقة الساحل من الشرق ومن الغرب على وجه الخصوص، اليوم، على حزب جبهة التحرير الوطني تحمل مسؤولياته التاريخية طبقا لبيان نوفمبر والكف في الحين بلا إرجاء ولا تأجيل عن السير الى الأمام والابحار اعتمادا على البصر فقط بلا أدوات ولا آليات، على الاخوة في الأفلان مراجعة الذات وتجديد وتشبيب الهيآت وتغيير الذهنيات فالجزائر الآن بحاجة الى أفلان قوي على رأسه رجل قوي ولتكن جبهة تغيير وتطوير سليلة شرعية وجديرة بجبهة التحرير...