تناقلت هذه الأيام بعض الأوساط السياسية من بيت أفلان الوادي، صفقة أبرمها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم مع الرئيس الأسبق للبرلمان، عمار سعداني، لإقناعه بالمشاركة في التعبئة للحزب ولملمة الحزب العتيد بوادي سوف ودخول التشريعيات القادمة بكتلة واحدة، كما أن خطوة بلخادم تعبّر بحسب مصادرنا عن ترتيبات موازية بداخل النظام لتقسيم السلطات بين ولايات الوطن وإعطاء نصيب لسكان الجنوب بمنحهم رئاسة البرلمان القادم . مصادر “الفجر” من داخل محيط الآفلان، أكدت أن الترتيبات الأخيرة يتمّ خياطتها وهندستها بإحدى الفيلات بالجزائر العاصمة ويقودها عدد من قيادات الأفلان من الوجوه القديمة من أبناء المنطقة المقيمين بالعاصمة، وقالت مصادرنا إن رغبة بلخادم جاءت بعد اللقاءات التي باشرها مع جناح التقويم والتأصيل بزعامة قوجيل والتي تمخضت عنها عدّة قرارات وترتيبات منها رغبة بلخادم التركيز في التشريعيات القادمة على الوعاء الانتخابي لولايات الجنوب التي لازالت تؤمن بالخط الثوري للجبهة إضافة إلى كون غالبية السكان البدو الرحل في القرى النائية بالجنوب لازالوا متشبّثين بجبهة التحرير الوطني نظير التعقيدات العروشية التي غرست فيهم أيام الحزب الواحد، وهي نقطة الارتكاز التي يحاول بلخادم كسبها لصالح الأفلان. ولتحقيق هذا الهدف لجأ بلخادم إلى الرجل القوي في الافلان سابقا ورئيس اللجان المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية، السيد عمار سعداني، الذي له نفوذ كبير لدى عروش ولايات الجنوب كوّنها أيام كان محافظا لآفلان الوادي ونقابيا في المنطقة البترولية بحاسي مسعود، ولكسب ودّ سكان ولايات الجنوب وكذا سعداني حاول بلخادم مفاوضته على رئاسة البرلمان القادم في حال فازت الجبهة بأغلبية المقاعد في التشريعيات القادمة وهذا مقابل الترويج والتعبئة للافلان في جميع ولايات الجنوب التي تراهن الجبهة على كسب غالبية أصواتها. ونقلت مصادرنا أن هذه التطورات جاءت بعد اللقاءات التي دخل فيها عدد من الوجوه الفاعلة في بيت الافلان المحسوبين على ولاية الوادي بالعاصمة وهذا بغية وضع خطة مشتركة لدخول معترك التنافس الانتخابي سيما بعد بروز ما يعرف بالتكتل الإسلامي. وقد جاءت تحركات الإخوة الفرقاء في بيت الآفلان بتوصية مباشرة من جهات في داخل السلطة التي حثتهم على التحالف والتفاهم لصالح الجزائر والحزب وتفويت الفرصة على الإسلاميين وإفشال تكتلهم، وقد جمع لقاء العاصمة عددا من الأسماء البارزة في الآفلان من أبناء المنطقة المقيمين بالعاصمة ونعني بهم حبّة العقبي، المستشار في رئاسة الجمهورية والدكتور احمد حمدي وابن منطقة قمار، لزهر خلاف، إضافة إلى الوزير الهادي خالدي. وناقش المجتمعون القائمة المحتملة للحزب العتيد بولاية الوادي في التشريعيات القادمة التي يحتمل أن يقودها عمار سعداني ويليه الوزير خالدي، كما تتضمن عددا من إطارات الولاية الموجودين في العاصمة على غرار مستشار رئيس الجمهورية، حبة العقبي، ولزهر خلاف، المستشار في رئاسة الحكومة وأحمد حمدي، رئيس كلية الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر.