ترك العرض في الفلامنكو بعنوان "بيرامبول" الذي قدم بوهران انطباعا جيدا بين العديد من عشاق الموسيقى الذين حضروا هذه التظاهرة الثقافية التي تندرج ضمن الأسبوع الجزائري الإسباني المخلد للذكرى ال11 لمعاهدة الصداقة بين البلدين. وقد نال هذا الحدث الذي نظمه مؤخرا معهد "سرفانتيس" لوهران إعجاب الجمهور الذي خص الفرقة الاسبانية الفنية المتكونة من ثلاث نساء مزجن بين الغناء والرقص والعزف على آلة الغيتارة بالتصفيق الحار. وأشرفت على هذا العرض الذي قدمته المؤسسة الإسبانية للفلامنكو "كازا باتاس" الراقصة ماريانا كولادو التي تصف "بيرامبول" ب"مجموعة من الكلمات التي هي جزء من الثقافة والتقاليد" وحسب هذه الفنانة فإن "للكلمات تعابير قد تكون في بعض الأحيان لطيفة وبهيجة وأحيانا حزينة ولكن صداها يصل دائما إلى أعمق ما في الإنسان ويبقى لبعض الوقت أو مدى الحياة". وفيما يتعلق بتعريف "بيرامبول" أبرزت أن المصطلح يعني "التعلم للحفظ " معتبرة هذا الاسم يناسب تماما البعد الثقافي للفلامنكو. وتنشط ماريانا كولادو منذ زهاء عشر سنوات في فرق إسبانية مختلفة متكونة من فنانين إسبان ومن بلدان أخرى. و قد بدأت تدريبها في سن الثامنة بالمعهد المحترف للرقص الاسباني. وفي سن ال 18 أكملت دراستها في فن الفلامنكو وبدأت منذ 2001 في التألق في عدة مسابقات دولية للرقص حيث فازت بجوائز تشجيعية سمحت لها بتعزيز تكوينها في معاهد مرموقة تحت إشراف أساتذة كبار في هذا اللون الفني. وتأسست مؤسسة "كازا باتاس" سنة 2000 بغية جعلها مركز يشمل جميع الأنشطة التي ترتبط بالتعليم وترقية البحوث وتعزيز الغيتارة والغناء ورقص الفلامنكو. ويكمن أحد أهداف هذه المؤسسة في ترقية هذا الفن المصنف كتراث ثقافي لامادي للإنسانية (اليونسكو 2010) من خلال تنظيم العروض و ورشات العمل و الأنشطة الثقافية في مسارح مختلفة والمهرجانات و المراكز الثقافية في مختلف أنحاء العالم. وللإشارة فقد نظم هذا العرض بحضور رئيس المجلس الشعبي البلدي لوهران السيد نور الدين بوخاتم والمستشار (نائب القنصل) بالقنصلية العامة لإسبانيا بوهران السيد بابلو اسكيريبانو وشخصيات من السلك الدبلوماسي. ومن جهته أوضح المنسق العام لمعهد "سرفانتيس" لوهران السيد سيزار لويس دياز-بلازا أن "بيرامبول" يعد النشاط الرئيسي للأسبوع الجزائري الإسباني والذي يتضمن أيضا مائدة مستديرة أدبية وورشة عمل للرسم من تنشيط جامعيين جزائريين ورسام اسباني على التوالي. وللتذكير تعتبر إسبانيا أول بلد في الإتحاد الأوروبي يوقع على معاهدة للصداقة وحسن الجوار والتعاون مع الجزائر وذلك في 8 أكتوبر 2002.