يعاني قطاع الصحة بغليزان من نقص في الأطباء الأخصائيين ، الذي أثر سلبا على التكفل الجيد بالمرضى الذين يتنقلون الى ولايات مجاورة طلبا للعلاج المتخصص . و بسبب النقص في عدد الأخصائيين ، فان المرضى يكونون مجبرين على انتظار مواعيد الفحوصات و التي تصل في أغلب الحالات الى أسابيع ، حيث يضطر العديد منهم الى أخذ مواعيد أقرب لدى الأخصائيين الخواص . و يبقى وجود العدد الغير كافي من الأطباء الأخصائيين هو سبب معاناة عديد المرضى بالولاية ، خاصة الذين لا يملكون القدرة الكافية لمواجهة أعباء العلاج بالعيادات الخاصة ، و يتفاقم المشكل مع انعدام بعض التخصصات على مستوى المؤسسات الاستشفائية . و من الاختصاصات التي تعرف نقصا كبيرا هي تخصص النساء و التوليد و جراحة طب الأطفال و التخذير و العظام و المسالك البولية . و أما بالنسبة لبعض التخصصات كالقلب و جراحة الأعصاب و الطب الداخلي ، فمثل هذه التخصصات لا تتوفر عليها بعض المؤسسات الاستشفائية التي تستقبل مئات المرضى يوميا ، حيث تعجز في كثير من الحالات عن تقديم الخدمات اللازمة للمرضى على مستوى بعض أجنحة المستشفيات .
و تعرف مصلحة التوليد بمستشفى محمد بوضياف ، بعاصمة الولاية حالة من الاكتظاظ و الفوضى نتيجة لتوجه الكثير من النساء الحوامل الى هذه المصلحة بالنسبة للعمليات القيصرية خاصة ، في ظل افتقار تخصص النساء و التوليد بمؤسسة وادي ارهيو ، في حين يوجد بمشفى مازونة الذي لا يتعد عدد الأخصائيين به 13 ، أخصائي واحد في طب النساء . كما أنه في بعض الحالات المستعصية تكون الأم الحامل ضحية هذه المشكلة و تنقلها ليلا يشكل خطرا على سلامتها و سلامة طفلها ، مما يحتم عليها اللجوء الى العيادات الخاصة خوفا من تفاقم الأوضاع .
و طالب الحاج بن عودة بغليزان 72 سنة الذي يعاني من مرض القلب ، بتخصيص أخصائي في أمراض القلب بصفة دائمة بالنظر لوجود الكثير من المرضى في المنطقة . * إشكال كبير في طب النساء وجراحة الأطفال كما أكد أحد المرضى المصابين بداء السكري ببن داود ( علي / 50 سنة ) ، أنه مضطر لانتظار مواعيد الكشف الطبي المتباعدة ، على الرغم من أن حالته الصحية تعتبر من الحالات الحرجة ، و أشار الى أن رغبة المريض الذي يعاني ألاما هي العلاج في أقرب وقت ممكن خاصة المصابين منهم بأمراض مزمنة . من جهتها أكدت لنا احدى السيدات من غليزان ( 48 سنة ) التي تعاني من مرض السكري و القلب التهاب في المفاصل ، أنها تجد صعوبة في الاستفادة من الخدمات الصحية على مستوى المؤسسة الاستشفائية . و يطالب عديد من المرضى ببلديات الولاية بتوفير أخصائيي أمراض جلدية و قلبية و نسائية و صدرية ، و الذين غالبا ما يضطرون الى التوجه الى العيادات الخاصة ، في ظل انعدام التكفل ببعض التخصصات . مدير الصحة و السكان و اصلاح المستشفيات بغليزان السيد ميراوي محمد ، أكد أن أكبر نقص تعانيه الولاية في قطاع الصحة ، يتمثل في نقص الأخصائيين فيما تعلق بتخصصات طب النساء و التوليد و الطب الداخلي و جراحة الأطفال ، و رغم كثرة عدد المرضى ، لا تتوفر المستشفيات سوى على أخصائي في كل من جراحة الأعصاب و القلب . و أبرز أن المؤسسات الاستشفائية الثلاثة بحاجة الى الكثير من الدعم و العناية في كافة التخصصات ، مشيرا الى أن قطاعه يسعى الى تقديم أحسن الخدمات الطبية في المنطقة . و أضاف ذات المسؤول أن قطاعه يأمل في توظيف كافة التخصصات الطبية في مستشفيات الولاية ، في ظل افتقاده أيضا لأخصائيين في أمراض القلب و التخذير و غيرها من الاختصاصات ، مؤكدا أنه من الضروري استقدام أطباء في مختلف التخصصات لتغطية النقص المسجل في هذا المجال . و يشار الى أنه يوجد حاليا بمستشفيات الولاية التي تضم 812 سرير ، أخصائيين في الطب الداخلي و 3 أخصائيين في جراحة الأطفال و 5 أخصائيين في طب النساء و 14 أخصائي في كل من الجراحة العامة و التخذير و . . . و يبقى هذا القطاع في حاجة مؤكدة الى دعم الطب المتخصص لاسيما طب العيون و الأنف و الأذن والحنجرة و الأمراض الصدرية و غيرها ، بغرض القضاء على الاكتظاظ الذي تشهده المستشفيات .