احيت يوم الاربعاء الفارط مجموعة من مطربي الاغنية البدوية بحضور عائلة المرحوم الذكرى ال 18 لرحيل عميد الاغنية البدوية الشيخ ال جيلالي عين تادلس وقد انتظم بالمناسبة حفل غنائي خاص نشطه كل من الشيخ الشيقر وهو احد تلاميذته والشيخ بن ذهيبة الطواهري والشيخ بن ذهيبة البوقيراطي وغيرهم وبذات المناسبة تم تكريم عائلة المرحوم خلال الحفل المنظم بعين تادلس وكانت الذكرى قد اعادت للاذهان تلك الخصائل والفضائل والشهامة وصفات الكرم التي تميز بها الشيخ الجيلالي الذي احب الجميع في عين تادلس وغيرها من المناطق التي زارها وان اغنية القمري التي تعتبر اول اغنية له سجلت في احدى دور التسجيل الامريكية التي كان مقرها بمدينة عين تادلس عام 1955 منذ اكثر من 18 سنة خلت رحل عنا المرحوم الشيخ الجيلالي عين تادلس الذي وافته المنية يوم 25 ديسمبر سنة 1995 وان وفاته تركت فراغا لازال لم يعوض بعد في مجال الاغنية البدوية التي كان احد اعمدتها على مستوى الغرب الجزائري وكيف لا؟ وهو الذي تتلمذ على اسطورة الاغنية البدوية المرحوم الشيخ حمادة الذي كان له الفضل في نقل الغناء البدوي حتى الى عمق اوروبا الغربية وان المرحوم الشيخ الجيلالي سار على الدرب الذي عبده السالفون مثل حمادة وبخيرة والخالدي وبن مسايب وغيرهم. الشيخ الجيلالي عين تادلس اسمه الحقيقي قيوس الجيلالي من مواليد 29 سبتمبر 1928 بدوار الرزائقية بلدية وادي الخير، وفي طفولته حفظ القرآن الكريم بزاوية الحشم وتابع دراسته الابتدائية بمدرسة بلحضري كما عمل ايضا خبازا بمخبزة فرعون بعين تادلس وقد شجعه صاحي المخبزة على ممارسة هواية الغناء لما لاحظ عليه ميلا لذلك ولما بلغ 12 سنة بدأ يقلد أصوات كبار اغنية البدوي امثال الشيخ حمادة وبالاضافة الى اللغتين العربية والفرنسية كان الشيخ الجيلالي عين تادلس يتقن ايضا اللغة الاسبانية واثناء مسيرته الفنية أدخل آلات حديثة على الاغنية البدوية مما جعل الشباب يعجب بأغانيه وقد نشط المرحوم عدة حفلات مع كبار الفنانين في الجزائر وخارجها وسبق له أحياء سهرات فنية مع المطربين الكبار منهم الشيخ العنقا وڤروابي وبلاوي الهواري ونورة وسلوى وكان الشيخ الجيلالي كثير الترحال والاسفار حتى في اوروبا الغربية حيث قدّم سهرات فنية في كل من المانيا وفرنسا عام 1968 وغنى كذلك للفريق الوطني عدة أغنيات وطيلة حياته الفنية افنى عمره في البحث عن اهم السبل لتطوير الاغنية البدوية ليس في عين تادلس فقط بل في ربوع الجزائر العميقة اذ بفضله اسس المهرجان الوطني للاغنية البدوية بعين تادلس هذا المهرجان الذي لم يدم طويلا بعد وفاته كما كانت له مساهمات كثيرة في تنظيم التظاهرات الفنية المحلية والوطنية وان كان الشيخ الجيلالي قد انتقل الى الرفيق الاعلى فان الأجيال لن تنساه بفضل ما تركه من رصيد فني غنائي لا يزال محل اهتمام واعجاب وتذوق من طرف الكبار والشباب معا.