لا زال الفلاحون بمختلف بلديات سعيدة ينتظرون مزيدا من المغياثية بفارغ الصبر فالأمطار هذه السنة كانت قليلة ولم تتساقط خلال فترة الحرث والبذر سيما وان معظم الفلاحين بالمناطق الريفية قاموا بتقليب أراضيهم وزرعها دون أن تتساقط قطرة ماء خلال تلك الفترة التي يحتاج فيها الزرع الى النمو. هذا وبلغت المساحة المزروعة 38 ألف هكتار هذا في وقت يشتكي الفلاحون من نقص البذور المخصصة للزرع سيما ان تعاونية الحبوب والبقول الجافة بسعيدة قامت بتسميد 9000 قنطار من مختلف أصناف البذور لكن غالبية الفلاحين لم يحصلوا عليها مما أجبرهم على شرائها من السوق الموازية بأسعار تتجاوز قيمتها مرتين . من جهة أخرى تشهد هذه الأيام نقاط توزيع الحبوب بدوائر الولاية والمناطق المخصصة لذلك طوابير لمختلف الشاحنات والجرارت بغية اقتناء الأعلاف المدعمة من طرف الدولة لا سيما مادة الشعير , ولعل اللافت للانتباه أن عديد هؤلاء دخلاء على المهنة وهو ما أكده لنا العديد ممن تحدثوا الينا والذين أبانوا عن استياءهم العميق كون الفلاحين الحقيقيين لا يحصلون سوى على بضعة قناطير أما السماسرة يتم منحهم كميات كبيرة مما يجعل مربي المواشي مجبرين على شرائها من هؤلاء كون المراعي هذه السنة لم تكن كالماضي وذلك لنقص الأمطار ، ومنهم من يضطر الى توجيه مواشيه الى السوق بغية بيعها ، سيما وان اسعارها في الأسواق المحلية تضاعفت مرتين مقارنة بعيد الأضحى المبارك . هذا في وقت تواصل المصالح البيطرية لولاية سعيدة حملة التلقيح للمواشي الموسمية ضد الأمراض المتنقلة ، وبهذا الصدد فقد تم تلقيح 750 ألف رأس غنم و 35 ألف رأس ماعز و 12 ألف رأس بقر و 1450 رأس من الخيول، حيث تعرف هذه السلالات بالمنطقة دعم وتطوير للمربين ، هذا وتعرف المنطقة بخصوصياتها الرعوية لتربية الأغنام ، حيث تتوفر على أكثر من 6000 رأس تضاعف العدد 03 مرات مقارنة بسنة 1990 حيث كان لا يتجاوز العدد آنذاك 2350 رأس وذلك بفضل تزايد عدد مربي الماشية بمناطق الولاية لاسيما ببلديات المعمورة ، السخونة، مولاي العربي، سيدي أحمد وغيرها. حيث أن هذه الثروة تعتبر مصدر رزق لعديد العائلات سيما وأن أسعارها في الأسواق المحلية تعرف هذه الأيام ارتفاعا محسوسا. من جهة أخرى يسعى الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي بسعيدة للتواصل مع الفلاحين بضرورة تأمين ممتلكاتهم والمعدات الفلاحية والأشجار المثمرة وآلات العتاد الفلاحي من مختلف الخسائر التي تنجم خلال الموسم الفلاحي .