الدولة أنجزت مستشفى لعلاج السرطان بدل إزالة أسباب استفحال الداء محاولات سابقة لمسؤولين فجّرت الشارع 1600 مصاب سنويا بالسرطان بشاليهات «العار» الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان تحذّر من تأخر الهدم لايزال زلزال الأصنام االذي ضرب المنطقة ذات جمعة في ال 10 أكتوبر 1980 بقوة 7.3 على سلم ريشتر يصنع الحدث بالولاية هذه الكارثة الطبيعية التي تركت آثارا عظيمة على نفوس السكان وخلفت أكثر من 3 آلاف قتيل و خسائر مادية كبيرة ، تمثلت في تهديم البنية التحتية للمدينة التي دمرت بنسبة قدرت ب 80 بالمائة مما جعل الحكومة الجزائرية آنذاك تعتبر المناطق التي دمرها الزلزال بالمناطق المنكومة. اليوم تمر أكثر من 33سنة والمخلفات ماتزال باقية الى اليوم ،خاصةالبناءات الجاهزة بعد أن فشلت الحكومات المتعاقبة في ايجاد نهائي لمعضلة " البراريك " التي ركبتها شركات متعددة الجنسيات كإجراء استعجالي و مؤقت قصد إيواء المنكوبين ،حيث تم انجاز نحو 18 ألف براكة و كل وحدة سكنية من هذا النوع حددت صلاحيات استغلالها من مواد كيماوية مرشحة لأن تكون مصدر خطير على صحة ساكينيها إن طال أمد البقاء تحت سقفها أكثر من مدة صلاحياتها المحددة، وبعد مرور هذه الفترة الطويلة لا زال سكان هذه العائلات يعيشون نفس الوضع وتحت نفس البراريك والتي تحولت بمرور الوقت الى خطر حقيقي على قاطينها ،وحسب العديد من السكان تسببت لهم هذه السكنات الأليمونية أمراضا مزمنة خطيرة يصعب على أي دواء معالجتها ،ضف الى ذلك مخلفات الغبن اليومي بها من بعد فقدانها لمعظم أسباب الحياة الكريمة من جهة أن اجتياحها لكافة الحشرات منها الجرذان ،إضافة الى اخطار العوامل الطبيعة كالحرارة والبرودة حيث لم ينفع ما أصدرته الحكومة سنة 2008 وتشكيل لجنة ولائية كانت مهمتها إحصاء البناءات الجاهزة بل العائلات القاطنة بهذه السكنات خاصة تلك التي لا تسمح لها وضعيتها المادية والإجتماعية ببناء سكن كان هذا في صيف سنة 2008 وكانت سنة 2009 موعدا لإزالة هذا النوع من المساكن بعد أن صب تفكير المسؤولين في بداية الأمر في ترحيل السكان إلى السكنات الإجتماعية في كل من الشرفة أولاد محمد والشطية عبر المدن الجديدة أنجزت في هذا الإطار رغم عدم استجابة المنكوبين و عدم تفاعلهم مع فكرة الترحيل ولم يقبلوا بها وإستجابت الحكومة لمطلب السكان وقررت إبقاء هؤلاء في أماكنهم على أن يتم تعويض العائلات المعوزة والمحتاجة ويقرر الوزير تمويل 6300 سكن كان موجها لهؤلاء إلى سكن إجتماعي بالمدن الجديدة التي تم بناؤها19300 بناء جاهز وخلاف حول صيغة التعويض ، ليبقى ملف البراريك و الى يومنا هذا شائكا و معضلة جد عويصة في فك خيوطها المتشابكة رغم عروض السلطات إعانات مالية و قروض بنسب قدرت ب 2 ٪ على أن يتم التراجع عن هذا الإتفاق وبقي فقط منح القروض وهذا ما فجر أزمة وجعل التنسيقية الولائية لجمعيات الأحياء تطالب التعويض كما هو محدد في الاتفاقية . * «عجب وعجّاب» بعض سكان البناءات الجاهزه بالشلف يحدثونك اليوم عن العجب العجاب وكيف يعيشون مع هذا الجسم الغريب الذي غيّر مجرى حياتهم وجعلهم يقاسون الامرّين وفي هذا المجال يقول الحاج محمد 79 سنة الحياة ياولدي داخل البراكة جحيما لايطاق ففي الشتاء برد واوحال ومياه ترشح من كل جهة وفي الصيف حرارة لا تطاق تصور أننا في الصيف لم ننم إلا ساعة أوساعتين عند تباشير الفجر حتى المكيفات صارت غير قادرة على درء حرارة البراكة ان الحياة بها جحيم لايطاق اما الحاجة خيرة 78 سنة فحملقت فينا طويلا عندما سألناهاعن معاناتها داخل البناء الجاهز وكان ردها وعلاش اولدي أنت مير جئت باش اتسكنا وبعد ان اعلمناها بمهمتنا طلبت منا العفو قائلة اطلب السماح لانني صرت لا اثق في مسؤول يأتي ويعدنا بالسراب من الطرائف الغريبة بهذه البناءات انها جلبت لنا حشرات جرذان غريبة عن المنطقة ليست من الشلف اكيد ولاحتى من الجزائر زيادة على ما تسببه لنا من امراض خطيرة بسبب الاميونت الذي يخلف في كل سنة مئات المصابين بالسرطان وسأل عنهم مستشفى البيدة لتعرف كم عددهم وكم يقاسون الدولة برمجت لنا مشروع مستشفى لمكافحة هذا الداء لكنه غير كاف انا اطلب منها مساعدتنا بازالة المسبب الرئيسي وهو البراريك هذ ا هو مطلبي واحملك المسؤولية في إيصاله الى جميع المسؤولين وحتى الى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والوالي الجديد لعله يكون على يده الخلاص في الحقيقة ان مشكل البناءات الجاهزة بالشلف عمره عقود لذلك كلما فاتحت به احد إلاّ ويجيبك وانت ماذا باستطاعتك ان تعمل فالكل اصيب باليأس والكل يعي ان الحل ليس غدا كما يعتقدون ومن التقارير التي اردنا ان نثري بها موضوعنا هذا الدراسة الميدانية التي اجراها المكتب الولائي للرابطة الجزائرية لحقوق الانسان والتي اعد من خلالها تقريرا هذا بعض مماجاء فيه أجرى المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان لولاية الشلف تحقيقا عن ملف البناءات الجاهزة دام خمسة أشهر،و أعد تقريرا كتابيا في صفحات معدودة،يلخص معاناة قاطني البناءات الجاهزة على مستوى ولاية الشلف طيلة أزيد من ثلاثة عقود كاملة، وهم يحملون في ذاكرتهم وعبر محيطهم آثار زلزال العاشر أكتوبر الأسود، المدمّر ذات جمعة حيث مازالت ذكراه الأليمة عالقة في نفوس كل من عايش تلك اللحظات الرهيبة التي إهتزت فيها الأرض بعنف وغضب و ليس أول زلزال على مستوى الولاية و انما كان قبله العديد من الزلازل منها زلزال سجل بتاريخ 23/11/1853 و زلزال 17/08/1868 و زلزال 02/06/ 1905 و زلزال بتاريخ 25/08/1922 و زلزال آخر 19/11/1922 يليه زلزال اخر 24/08/1928 و الآخر ضرب المنطقة بتاريخ 07/09/1934 ثم زلزال آخر بتاريخ 09/09/1954 حيث خطفت هذه الزلازل المدمرة من السكان بيوتهم و إنتزعت من بين أيديهم فلذات أكبادهم وأقرب الناس إليهم. * الحلم بعيش كريم و يشير التقرير أن سكان الولاية الشلف ممن عايشوا النكبة مازالوا يتذكرون الواقعة بكل حيثياتها وتفاصيلها لهول الكارثة التي أتت على الأخضر واليابس،إذ دمر الزلزال الذي قدرت شدته ب 7.5 درجة على سلم ريشتر أكثر من 29 ألف سكن عن آخره، وانهار جزئيا أزيد من 24 ألف سكن، فيما انهار 212 مرفقا عموميا كليا، كما تسببت الكارثة في هلاك 3 آلاف شخص على الأقل، ونكبة أكثر من 20 ألف عائلة، حيث تشرد آلاف الأشخاص ووجد الأطفال والشيوخ والنساء أنفسهم في العراء وسط الدمار. ولم تفلح الجهات المسؤولة بعد في وضع حل نهائي لأزمة الشاليهات بالشلف وباءت كل محاولات طي هذا الملف الحساس بالفشل، أن منطقة الشلف مازالت تتذكّر باستياء حتى طبيعتها الصامتة التي خسرت مساحات واسعة من أراضي خصبة وبساتين البرتقال شاهدة على هول ما حدث في سنة 1980 ، ولم تنس لأنّ البناءات الجاهزة التي احتضنت الآلاف من المنكوبين لمدة مؤقتة حية شاهقة رغم انتهاء صلاحيتها، تشهد وتذكر كل من نسي الحادثة الأليمة والكارثة المفجعة. ومع أن ذكرى الزلزال مازالت محفورة في أذهان السكان كما هي محفورة في مخيلة كل الجزائريين الذين تابعوا الكارثة من قريب أو بعيد، إلا أن سكان الشلف لم يعودوا يبكون موتاهم ومفقوديهم والوضع الذي آلوا إليه في ظل استمرار شبح البناءات الجاهزة التي مرت على إقامتها أزيد من ثلاثة عقود من الزمن. و بعد 33 سنة من الفاجعة المروعة،مازال العديد من مواطني الشلف يحلمون باستبدال بناءاتهم الجاهزة بسكنات لائقة تختفي منها الحشرات وقساوة الطبيعة من حر صيفي وبرد شتوي ورطوبة مزعجة. ولعل الانتشار الرهيب لأمراض الحساسية ومرض السرطان في أوساط العائلات الشلفية يعتبر أحد تلك النتائج الوخيمة المترتبة عن تأثير مادة الأميونت التي تحتويها تلك الشاليهات فلم تعد مأساتهم متعلقة بالماضي البعيد وبضحايا الفندق والمونوبري الذي قبروا جماعة بل تكمن مأساتهم الحقيقية في المصير الضبابي الذي ينتظرهم، فأثار النكبة مازالت قائمة من خلال استمرار المنكوبين في العيش بالشاليهات التي يفوق عددها 18 ألف شاليه، بلغ أغلبها درجة متقدمة من التدهور والاهتراء،وما يدعو للقلق فعلا هو استمرار * محاولات فجّرت الشارع الوضع على حاله وتفاقم الأخطار الصحية خاصة أن الجهات المسؤولة لم تفلح بعد في وضع حل نهائي لأزمة الشاليهات بالشلف وباءت كل محاولات طي هذا الملف الحساس بالفشل.كما أدت بعض محاولات المسؤولين خلال السنوات القليلة الماضية إلى تفجير الشارع الشلفي، ونذكر في هذا السياق بأعمال الشغب التي اجتاحت بلدية الشطية وعاصمة الولاية باعتبارهما ضمان أكبر عدد من البناءات الجاهزة، حيث حطم سكان البناءات الجاهزة وأحرقوا عشرات الهياكل والمرافق العمومية. ان الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان لولاية الشلف تدق ناقوس الخطر إزاء ما يفرزه تأخر هدم مخلفات زلزال الأصنام 1980 من مضاعفات خطيرة، في ظل انكماش مواقف السلطات المركزية و المحلية في التعامل مع الملف وتغييب المجتمع المدني المشتغل على هذا الملف في اجتماعات مصيرية من أجل تسوية وضعية “البراريك”. كما يحذر المكتب الولائي من حدوث مناطق ضغط في الأشهر القادمة بسبب البيروقراطية القاتلة التي تطبع عملية القضاء على 18163بناية من شاليهات “العار” التي أنتجت عديد المآسي والأمراض الفتاكة كداء السرطان الخبيث الذي يصيب كل سنة قرابة 1600 من قاطني هذه “الأقفاص“ على مصحات خاصة في البليدةوالجزائر العاصمة. وتشير المعطيات إلى أن عملية هدم البناءات ذاتها ليست اليوم أو في الأمد القريب بسبب التعقيدات البيروقراطية والتقنية التي عطلت عملية محو هذه “البراريك” التي شوهت كثيرا المنظر العمراني. وتؤكد لغة الأرقام الميدانية أن ثمة حصيلة محتشمة 0.70%من العائلات القاطنة في هذه البناءات تجاوبت مع التعقيدات،حيث لم يتعدد عدد الملفات المودعة على مستوى لجنة الولاية لقبول الإعانة المخصصة من قبل الدولة لفائدة العائلات المنكوبة، حدود 1500 حالة فقط من أصل عدد العائلات المحصاة المعنية بذات الهبة المالية ( أرقام رسمية لسنة 31/12/2012). في السياق ذاته،رفعت بعض جمعيات الأحياء إنشغالاتهم الى المكتب الولائي الشلف حول هبة 128 مليون سنتيم حيث يتساءل البعض عن سبب إقتطاع 28 مليون من الهبة.كما إشتكت بقلة الموارد المالية وكثرة الحواجز البيروقراطية في الحصول على الهبة. * واضمحلت الهبة وتساءل العديد من المتشائمين المعنيين بهذه الهبة عن سر هذه التعقيدات الإدارية التي حالت دون حصولهم على الإعانة في وقتها المحدد على الرغم من وجود مخصصات مالية وتدابير إستعجاليه تمكن العائلات المعنية بالإعانة من الاستفادة منها حالما يتم الموافقة على الملفات. و يؤكد المكتب الولائي بالشلف بأن تواضع الهبة المالية التي لا تضاهي حجم المعاناة وطول الانتظار الذي دام 33 سنة و خاصة بعد غلاء المعيشة و إرتفاع أسعار مواد البناء من طرف لوبيات البناء و هذا بتواطئ مع الجهات المصنعة للهذه المواد،إلا أن السلطات لا تزال تتعامل بمنطق أعرج في تسوية الوضعية الخطيرة التي بلغتها عائلات “الشاليهات”. ولفت بعض المنكوبين إلى أن السلطات المحلية تتعمد وضع عقبات تحول دون حصولهم على الهبة،ما يؤشر على صعوبة ضبط النفس لكثير من المعنيين بالإستفادة منها،بدليل مسيرة المراوحة بين المكاتب الإدارية جيئة وذهابا للحصول على وثائق صعبة و يشير آخرون بأصابع الإتهام حسب ما جاء في التقرير إلى البيروقراطية التي تؤدي حتما إلى الرشوة و الفساد.