يعدّ بن يمينة بوزيان من بين أقدم الأشخاص بفريق وداد تلمسان بعدما لعب له أزيد من عشر سنوات كحارس مرمى ليتولى مهمة تدريب الحراس به فمرّ على يديه العديد من هؤلاء أبرزهم: الحارس الدولي الوناس ڤواوي، ومع ذلك فإن ابن مدينة وهران لا يحب الأضواء بل يفضل العمل في الظل إضافة إلى ذلك فقد ظل وفيا للألوان الزرقاء والبيضاء سواء كلاعب أو مدرب وهو يرجع الفضل في قدومه إلى هذا الفريق إلى المرحوم عبد القادر بهمان ، بن يمنية كان قد تلقى عرضا هذا الموسم من الخليج لكنه رفض التنقل إلى تدريب أحد فرق القسم الثاني بالسعودية ، حيث يؤمن بأنه لا ضرورة لحرق المراحل بل يجب اكتساب المزيد من الخبرة والتجربة خاصة وأنه خضع لفترة تكوينية نهاية هذا الموسم وبعدها لكل حادث حديث . بن يمينة إلتقيناه في إحدى حصص الإستئناف لفريقه وداد تلمسان وكانت لنا معه هذه الوقفة. بداية حدثنا عن الفترة التكوينية التي خضتها نهاية الموسم المنقضي؟ هو ملتقى تكويني جمع كل مدربي حراس المرمى دام حوالي أسبوع أشرف عليه الخبير الفرنسي بريكسل إلى جانب العروم وكان الهدف منه تطوير إمكانيات مدربي حراس المرمى سواء الذين يشرفون على الفئات الشبانية أو فئات الأكابر. من خلال متابعتك لهذا التربص هل ترى بأن إجراء دورات تكوينية كهذه كفيل بأن يطور مستوى الحراس ببلادنا؟ هذا أكيد لأن كرة القدم مثلها مثل أي نشاط علمي أو إقتصادي أو شابه ذلك فالإكتشافات كل يوم تظهر أشياء جديدة ومن لا يواكب العصرنة سيبقى على الهامش لكن هناك يجب أن أوضح شيئا. تفضل: الفترات التكوينية هذه غير كافية إذا لم تتوفر الإمكانيات للمدرب هنا أقصد وسائل العمل التي نجدها عند فرق القسم الأول ولدى فئة الأكابر لكن عند الفئات الصغرى والأقسام الدنيا قد لا توجد مما يجعل مدربي حراس مرمى هذه الأخيرة عاجزين على أداء عملهم وبالتالي أمّا يقدمونه بطريقة غير صحيحة أو قد ينسحبون تماما. في رأيك لهذه الأسباب لا نجد حراس مرمى بارزين ببطولاتنا؟ هذا قد يكون جزء من الكل فهناك أسباب جوهرية أخرى والتي يأتي على رأسها حسن اختيار الشخص الذي سيكون حارس مرمى وذلك عن طريق وضع شروط لازمة لنجاحه أبرزها أن تكون قامته تتعدّى متر وثمانين إضافة إلى أنه يجب أن تتوفر لديه الرغبة للعب بهذا المنصب لأن الإعتقاد السائد عند العامة هو أن الحارس يأتي في المرتبة الأخيرة أي أن اللاعب في مرحلة الصغر حيث لا ينجح كلاعب يتحول إلى حارس مرمى وهذا اعتقاد خاطئ. هذا الحديث يجعلنا نتطرق للحراس الذين استدعاهم سعدان للتربص القادم ما تعليقك على ذلك؟ في البداية يجب أن أقول أنني لم أفاجأ بجلب الحارس ڤواوي (للخضر) لأن أعرف هذا الحارس جيدا في انضباطه وأخلاقه العالية وإمكانياته التقنية التي لا تزال يملكها ترشحه للإستدعاء مرة أخرى إلى صفوف المنتخب الوطني أما زميله مبولحي فلا أحد يستطيع مناقشته أمر استدعائه فهو أثبت للجميع أنه حارس من الطراز العالي وحسب رأيي الشخصي أنها المرة الأولى في تاريخ كرتنا يكون لنا حارس مرمى بهذا المستوى فهو أثبت بأنه لا يلعب كحارس مرمى بالهواية فقط وإنما بطرق مدروسة وعلمية وهذا ما كان ينقصنا، أما بخصوص الحارسين سيدريك وزماموش فهما حارسان شابان المستقبل أمامهما، وإذا تحلينا بالإنضباط والإرادة سيفيدهما اللعب إلى جانب مبولحي وڤواوي وهنا لا يجب إغفال شيء هام. ما هو؟ المستوى الذي ظهر به مبولحي بنهائيات كأس العالم سيغيّر من نظرة حراس المرمى لهذا المنصب والأكيد أنهم سيعملون كثيرا اقتداء به ومن أجل الوصول إلى مستواه. وماذا عن الحارس شاوشي الذي أبعد؟ في نظري أن إبعاده لم يكن بسبب مستواه التقني وإنما بسبب أمور انضباطية يكون قد وقف عليها المدرب سعدان خاصة وأن وسائل الإعلام طالعتنا بأنه رفض اللعب كاحتياطي في جنوب إفريقيا.