محمد حزيم من الشخصيات الفكاهية المعروفة على الساحة الفنية الوطنية، عرفه الجمهور الجزائري في سكاتش "بلا حدود" مع الممثلين مصطفى هيمون وحميد، عانى في الأشهر الماضية من مرض مزمن ألزمه الفراش، الأمر الذي اقتضى تحويله على جناح السرعة إلى مستشفى وهران الجامعي لمتابعة العلاج والتعافي من المرض... نقولها صراحة ودون خجل، إن جريدة "الجمهورية" كانت من بين وسائل الإعلام المحلية والوطنية التي تطرقت وبإسهاب كبير إلى مسألة معاناته وأنينه مع الآلام التي كان يقاسيها بمفرده في المستشفى، حيث حاولنا أن ننقل بصدق وأمانة الأوجاع التي كان يشعر بها، لاسيما وأنه أكد لنا بأنه حزين للتهميش والنسيان الذي لقّيه من قبل المعنيين بشؤون الثقافة في بلادنا، إذ وعلى صفحات جريدتنا الغراء، حاول أن يُسمع صوته الخافت ويكسر جدار الصمت الذي أحاط به، طالبا الدعم والسند المادي والمعنوي كي يتعافى من مرضه ومحنته التي ألمّت به، حاولنا صباح أمس الاتصال بالفكاهي حزيم، أولا للاطمئنان على صحته ومعرفة أحواله، وثانيا لتسليط الضوء على آخر أعماله الفنية التي ينوي القيام بها إن وجدت طبعا، غير أن المفاجأة كانت مدوّية، وهي أن هذا الممثل أبى إلاّ أن يتحدث معنا، وكان ردّه معنا قاسيا وغريبا في نفس الوقت على الرغم من أننا قدّمنا أنفسنا بكوننا صحافيين ومن جريدة "الجمهورية" التي سبق وأن فتحت له منبرها لما كان مريضا، كي يوصل رسالته للقائمين بشؤون قطاع الثقافة في بلادنا، وقال لنا بأنه لا يريد البتة، الحديث مع وسائل الإعلام، وبدأ في قطع المكالمة الهاتفية التي ربطناها معه في الصباح الباكر دون أي سبب واضح... ! لنقوم بعدها بتغيير رقم الهاتف حتى نكلمه من جديد ليفاجئنا حزيم قائلا :" قيلني ...لا أتحدث مع أحد... لي يبغي يجي ... يجي عندي لسيدي بلعباس... !"، كانت بالفعل كلماته صادمة ومؤسفة لنا، لاسيما وأنه كانت لدينا نيّة صادقة تجاهه، الهدف منها إماطة اللثام عن واقع الفنانين الجزائريين ونفض غبار النسيان عنهم حتى لا يقال عنا إننا لا نهتم ولا نسلط الضوء إلا عن الممثلين والفكاهيين المشهورين، الذين يبرزون يوميا في وسائل الإعلام المكتوبة منها أو المرئية، صراحة لم نفهم سبب ردّة فعل الفنان محمد حزيم تجاهنا؟ ولماذا رفض الحديث معنا؟ وهل قصّرت "الجمهورية" نحوه حتى يعاملها بمثل هذه الطريقة الدونية؟ المهم نقول لهذا الفكاهي، بأننا سنبقى دائما في خدمته إذا أراد الحديث معنا والتعبير عن ما يختلجه من هموم داخلية، وأننا نترفع عن مثل هذه السلوكات السلبية، بل ولا نبالي بها باعتبار أننا نؤدي رسالة شريفة ونبيلة دون إثارة أو تجيش إعلامي بغيضين، ولكننا نرفض رفضا قاطعا، أن يقال عنا إننا مقصرون تجاه الفنان الجزائري المهمش والمنسي، لأننا ضد ذلك وضميرنا المهني لا يسمح لنا بذلك، سوى إذا أراد هو أن يهمش ويقصي نفسه بنفسه، مثلما حدث لحزيم أمس عندما همش هو نفسه بنفسه، ولم يترك معجبيه والجمهور الجزائري يطّلع ويعرف أحواله وآخر أعماله الفنية ... وللحديث قياس. !