إضحاك الناس لا يتم بشتم الوطن أو الجزائريين بالضرورة شارك الفنان حزيم، أطفال بونة اختتام فعاليات مهرجان القراءة في احتفال معلنا عودته القوية للساحة الفنية بعد شفائه من مرض ألزمه الفراش لمدة طويلة. السن و أشياء أخرى لم تمنع حزيم من الحركة الراقصة التي اشتهر بها من خلال أدائه مع ثلاثي بلا حدود، مغتنما الفرصة التي أتاحها له مدير الثقافة لولاية عنابة الذي أولاه رعاية و عناية خاصتين تكريما و تقديرا لمساره الكبير .. فقدم فقرة ختامية خاصة لإسعاد الأطفال و الأولياء و التلاميذ الذين لم يستوعبهم المسرح الجهوي فقال بلغة الفنان "مازلت حيا .. و لمساري بقية.." التقته النصر ففتح قلبه لقرائها من خلال هذا الحوار. النصر: الحمد لله أنت الآن بيننا .. كيف كانت فترة المرض و هل وجدت الدعم و الرعاية الضروريتين و المنتظرتين لفنان كرس حياته للمسرح ؟ حزيم : كانت فترة صعبة و حرجة للغاية في البداية كان المرض عاديا وكنت رفقة العائلة نتابع وضعي الصحي دون إحراج أحد من الأصدقاء أو غيرهم لأنني كنت أعرف أنه من الطبيعي عندما يصل الانسان سنا معينة تظهر عليه مثل هذه الأعراض المرضية، غير أن التطورات سارت بشكل غير مرض تماما و وجدت نفسي طريح الفراش لمدة تتجاوز الشهر، ومن الطبيعي أن يسأل الأصدقاء و الجيران و الأهل عني خاصة بعد أن شاع خبر مرضي إعلاميا و بدأت الاتصالات من إعلاميين معروفين. الحقيقة أن انتشار الخبر و بداية الاتصالات من الأسرة الفنية للسؤال عن صحتي مدني بقوة أكثر للتحمل أكثر .أغتنم الفرصة التي سمحتم لي بها لأشكر الجميع خاصة معالي وزيرة الثقافة و مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة. إذا سمحت سيدي اشتهرت باسم حزيم هل هو اسم فني أم ماذا ؟ لا فني و لا غيره هو اسم العائلة / حزيم محمد / و الكثيرون يظنون أنه اسم فني لكن الحقيقة عكس هذا تماما .. رغم أنني حاولت مرارا أن أوضح ذلك عبر وسائل الإعلام، لكن لسبب ما الكل متمسك به و يعتقدون أنه اسمي الفني و قد حاولت مع مصطفى و حميد أن نبحث عن اسم آخر لي غير أنهما رفضا بحجة أنني عرفت به و لا يمكن أن أغيره و قد يكون التغيير مضرا أكثر. على كل حال و في الحالتين أنا راض به. الجمهورعرفك كعضو في ثلاثي بلا حدود من خلال الحصة التلفزيونية الفنية الترفيهية "بلا حدود"؟ هذا أيضا من الأخطاء الشائعة عني و عن مصطفى و حميد. نحن في الحقيقة لسنا ثلاثي بلا حدود و لكن الحصة التي شاركنا فيها هي التي كانت تحمل عنوان "بلا حدود" و بالعودة لها نجد أننا كنا نقدم في كل عدد عدة رؤى أو مشاكل و في قوالب مختلفة يغلب عليها الطابع الفكاهي . في الحقيقة كنا ننتقد الوضع و الواقع لننبه الناس لكي يحسنوا من أدائهم في كل المجالات تكريسا لمفهوم المواطنة ببعده الحضاري. لهذا لم نكن و لن نكون ثلاثي بلا حدود .أعتقد أننا السبب في هذا لأننا لم نحاول في الوقت المناسب تصحيح هذا الخطأ و أرد على سؤالكم حقيقة فقد كانت تلك الحصة سببا أساسيا في ظهورنا على نطاق أوسع. ثلاثي بلا حدود أو حصة بلا حدود لم تعد موجودة لماذا ؟ الكثيرون يعتقدون بأن الثلاثي لم يعد موجودا نظرا لوقوع سوء تفاهم أو صراع بيننا و الحقيقة هي عكس هذا تماما فأنا و مصطفى و حميد لا نزال إخوة بدليل أننا عندما وجدنا الفرصة لعودة الحصة لم نرفض و سترى النور من جديد في الأشهر القادمة، لأن الترتيبات و التحضيرات لإعادتها جارية على عدة مستويات و نتمنى أن تكون الحصة الجديدة أفضل بكثير شكلا و مضمونا مما كانت عليه خاصة و أن كل واحد منا اكتسب تجربة و خبرة على مستويات فنية كبيرة و متنوعة مما سيجعل طريقة الطرح تختلف نوعا ما عن الطرح السابق و سنكون بحول الله أوفياء لكل محبي مصطفى حميد و حزيم. لكن يبقى السؤال المحير ،كيف التقى الثلاثي و صنع الاسم و الشهرة المعروفتين ؟ لابد أن أعود إلى البدايات ،فأنا شخصيا بدأت مساري كمنشط للأفراح الشعبية، حيث كنت بين فقرة موسيقية أو أغنية و أخرى أقدم فقرات ضاحكة و هذا لجعل الفرح مضاعفا و كنت مطلوبا بكثرة خاصة في فصل الأفراح ثم ظهر مصطفى من جهة أخرى. ذات فرح التقينا فبدأنا منذ ذلك التاريخ نعمل سويا نظرا لتقارب طرق العمل فكان النجاح و أصبحنا نجلب كل أبناء الأحياء التي يقام فيها الفرح. هذا لم يمنعني من تشكيل فرقة مسرحية و منها اخترنا ثالثنا حميد. و عندما أتيحت لنا فرصة المشاركة في الحصة فجر كل واحد منا قدراته و موهبته على طريقته. ظهرت خلال العشريتين الأخيرتين عدة أسماء أو تجارب جديدة في فن المونولوج ما تقييمك لهذه التجارب ؟ يا أخي أنا لست ضد أو مع أحد إنما تبقى الأعمال هي المحك . من جهتي كمتتبع للحركة المسرحية و الفنية بصفة عامة أكرر ما قلته سابقا : إن من يريد اضحاك الناس ليس بالضرورة أن يشتم الوطن أو الجزائريين هذا الأسلوب أمقته و لا أشاهد من يعتمد على اضحاك الناس بهذه الطريقة. الموضوع مهم جدا في هذه العملية و أرى أنه ليس من حق زيد أو عمر أن يستعمل هذه الطريقة خاصة منهم الموجودين خارج الوطن الذين تبنوا فكرة انتقاد كل ما هو جزائري حتى لو كانت النيات صادقة من المواطن أو من السلطة. استسمحك لأنني لا أستطيع أن أذكر أي اسم و تبقى هذه التجربة من اختصاص النقاد. في هذه الحالة أرى نفسي متابعا أو مشاهدا و إذا لم يعجبني شيئا أغير القناة أو لا أدخل القاعة التي يوجد بها جهاز التلفاز. كلمتك لمحبيك من الشرق؟ كل المدن الجزائرية رائعة شرقا غربا شمالا و جنوبا و أنا حيث أكون أحس أنني في وهران و أحيي من خلال قراء جريدة النصر كل سكان الشرق الجزائري و انتظرونا قريبا على الشاشة .