«يجب احترام آجال الانجاز» و«ينبغي توخي النوعية في تحقيق كل ما له صلة وثيقة بالمواطن..» تصريحات جميلة المبنى والمعنى، يشنف بها عدة مسؤولين أسماعنا، ويؤكدون عليها في مناسبة وحين.. لا لشيء سوى لأن الحياة العصرية التي نعيشها في 2014 ليست حياة بدائية أو بحقبة العصر الحجري او البرونزي(...) كما يحلو للاثنولوجيين والجيولوجيين تسميته ولكن لا يعقل ان يقوم أي مسؤول مركزي بكل شيء بمفرده، هذا ما تأباه طبيعة المعاملات بل أن التنظيم الوظيفي الإداري والاقتصادي يقتضي ان «يلعب المسؤولين المحليين اللعب» كما يقال، لأن المجالات كل المجالات المرتبطة بوصايتهم ليست على ما يرام، وليست كلها سلبية فمن باب الانصاف ذكر المحاسن والمساوئ، مياه مثلا ملونة موجهة لمن؟ سلع مغشوشة موجهة أيضا لمن؟ خدمات (أقم عليها مأتما وعويلا) من المستفيد منها؟ والله أسئلة تحيلنا دوما الى المواطن المسكين في زمانه الحائر في مآربه يتسارع مع الساعة لست انا الذي أقولها، فالوزراء كلهم يحثون ممثليهم في كل مناطق الوطن على الخروج من دفء المكاتب، وتقصي حقائق الميدان ومتابعة كل شاردة وواردة تدخل في نطاق اختصاصهم فهكذا تستقيم الأمور في نظر الإنسان العاقل فالتعليمات ان وجهت يجب ان تتابع في الواقع، والمشاريع ان سطرت، تستلزم مرافقتها لحين ولادتها حية وليست ميتة، والملفات المدروسة، تحتم تبليغ أصحابها بالقرارات المتخدة بشأنها هذا طبعا بعد الدراسة الحصيفة والعادلة ان الارتجارية والتصور السطحي، والتسويف، ومنهجية «لا نجوع الذئب ولا تغيض الراعي» هي وبال المآل حينما تخنق الآمال.