يعاني الأطفال المعاقون ذهنيا بالمراكز الطبية البيداغوجية جملة من العراقيل بمجرد تخرجهم في سن 15 ليجدوا مصيرهم مقتصرا على البقاء في المنازل علما أن المراكز تتكفل بفئة عمرية محدودة من 5 سنوات إلى 15 سنة ما يجعل مصير هؤلاء الأطفال أكثر من العمر المطلوب رهن الحبس المنزلي رغم وجود اتفاقيات مبرمة بين المراكز البيداغوحية و مراكز التكوين المهني إلا أنها تبقى مجرد كلام يأمل الأطفال و الأولياء تحقيقها غير أن التخصصات المتوفرة هي فقط الفلاحة و الموجهة للذكور ما جعل الأطفال يواجهون مصيرا مجهولا في ظل غياب المتابعة لكن رغم ذلك تسعى الجهات الوصية لإدماج الفئة دون سن 15 في المجتمع إلا أن قوائم الانتظار لا تزال مزدحمة و حسب الإحصائيات المقدمة والتي تؤكد تسجيل أكثر من 24 ألف حالة إعاقة في وهران اغلبها إعاقة ذهنية التي تتصدر القوائم في حين أن عدد الأطفال المسجلين لدى مديرية النشاط الاجتماعي تجاوز 400 طفل و طفلة موزعين على مختلف المراكز و كذا تضافر جهود بعض الجمعيات الخيرية التي فتحت أقساما لاحتواء الفئة لكن بالمقارنة مع الواقع فان هذه الأخيرة تقدم حقا خدمات اجتماعية وصحية إلا أنها تفتقر ليد المساعدة فأغلبية هذه الجمعيات تعمل في ظروف و إمكانيات مادية محدودة علما أن هذه الفضاءات الاجتماعية تقدم دروسا خاصة بالفئة و تقنيات الاعتماد على الذات و النطق و الكلام التي يجد فيها المعاق ذهنيا صعوبة في الفهم و التركيز و حسب مختصين في المجال فان التكرار و الروتين مهمان جدا في حياة الطفل المعاق ذهنيا. لتضيف مصادر رسمية من الجمعية الخيرية التي تخص الأطفال المعاقين ذهنيا و المتواجد مقرها بمسرغين أن التضامن مع الفئة هو الشيء المهم للارتقاء بهم إذ تدعو المسؤولة الأولى عن الجمعية أهل البر إلى التضامن و تقديم التبرعات و ذلك بالتوجه مباشرة إلى الجمعية المتواجدة بقلب المركز بمسرغين من اجل إدخال السرور إلى الأطفال و مساعدتهم في كل الميادين سواء تنظيم حفلات و تقديم الهدايا أو تدعيم الورشات الخاصة و التي تم خلقها سنة 2008 و التي أعطت ثمارها وحسب ذات المتحدثة فان الورشات خاصة بالرسم و الطبخ و الموسيقى و الخياطة وكذا المسرح و حتى الإعلام الآلي. و قد أضافت محدثتنا أن الجمعية قامت ببناء فضاءات خاصة باللعب و مساحات مجهزة للأطفال في انتظار الحصول على الدعم المادي لاستكمال مشروع في الأفق يصب في فائدة الطفل المعاق بالدرجة الأولى غير أن العائق الأكبر الذي يحول دون تحقيقه و هو غياب مقر مستقل علما أن الجمعية تنشط منذ 2007 في المركز البيداغوجي بمسرغين و عليه يطالب الأولياء بتوسيع فضاء الجمعية التي تعتبر سندا كبيرا لأطفالهم في ظل ما قدمته من خدمات رغم قلة الإمكانيات ليؤكدوا أنهم لم يجدوا حلولا بديلة ترفع عنهم المعانات علما أن الأطفال المعاقين ذهنيا يكونون في غالب الأحيان عدوانيين و تصرفاتهم غير مستوية إذ يصعب التعامل معهم داخل المنزل و خارجه. و في سياق له علاقة بالموضوع فان من ابرز المشاكل لتي تصاحب هذه الأخيرة هي انعدام وسائل النقل التي تربط الطفل بالمراكز و هذا ما بات يؤرق الأولياء و يحرم الطفل المعاق من الالتحاق بالمقعد البيداغوجي , فحسب الأولياء فان النقل يعتبر ضرورة حتمية علما أن معظم الأطفال يقطنون بعيدا عن المراكز ما يكبدهم مشاق الذهاب و الإياب و في العديد من الأحيان تضطر الأمهات لانتظار فلذات أكبادهن أمام بوابات المراكز طيلة النهار لتزداد الأمور تعقيدا أيام الشتاء و قد أضاف متحدثونا أن أغلبية العائلات لا تملك وسائل نقل ما يجعلهم يعانون مع الطفل المعاق في رحلة التنقل من البيت إلى المركز و ذلك بصفة يومية. و رغم دوامة المشاكل التي يتخبط فيها المعاقون ذهنيا و نقص عدد الجمعيات الناشطة في المجال الاجتماعي أو بالأحرى الإمكانيات المحدودة عملت الجهات الوصية لتوسيع مركز "أيسطو" بإضافة 8 أقسام جديدة للرفع من طاقة استيعابه ليبقى مصير مركز أخر بمنطقة ارزيو ذو طاقة استيعاب 100 مقعد غير انه لم يسلم بعد ما جعل قوائم الانتظار مفتوحة.