رغم أن عيد الفطر كان مناسبة لإطلاق العنان للفرحة والبهجة من قبل سكان مدينة وهران على غرار باقي المدن الجزائرية إلا أنه لم يخل من بعض الأمور التي عكرت صفو سرور المواطنين الذين سيبقون يتذكرون هذا العيد لا من حيث الأجواء السعيدة وإنما من جانب الندرة الكبيرة في مختلف المواد الغذائية والخضر التي صاحبته خاصة في اليوم الثاني منه حيث تحولت فرحة العيد إلى كابوس بالنسبة لهؤلاء الذين شرعوا في الجري طيلة يوم السبت في مختلف شوارع المدينة بحثا عن مادة الخبز والتي نفدت بسرعة البرق من على رفوف المخابز هذه الأخيرة أغلقت أبوابها مبكرا بعد نفاد منتوجها الذي كانت حصة الأسد منه لتجار الأرصفة الذين عرضوه بسعر مرتفع ب 15 دينارا للخبزة الواحدة والمطلوع بيع ب 30 دج للواحدة. أما في الخضر والفواكه فحدث ولا حرج فالأسواق كانت خالية على عروشها بسبب هجرة أصحابها الذين أبوا إلا قضاء سنة العيد مع ذويهم مما حال دون تمكن المواطنين من إقتناء حاجياتهم في هذا اليوم والقلة القليلة من المحلات التي فتحت أبوابها وعرضت سلعا كانت عبارة عن بقايا الخضر من شهر رمضان وبأسعار غير معقولة طبعا. ولا يلقى اللوم على الأسواق فحسب على هذه الندرة وإنما يلقى كذلك على أسواق الجملة ومصادر التموين الذين دخلوا في عطلة شلت الحركة التجارية خالقة أزمة خضر وفواكه بمدينة وهران بأكملها. لاسيما في ثاني أيام العيد والذي كان من المفروض أن تقدم فيه على الأقل أدنى الخدمات للمواطنين هؤلاء عبروا عن أسفهم من هذه الظاهرة التي لا تعد غريبة عليهم وإنما إعتادوا عليها في كل عام وهو التفسير الوحيد لعملية اللهاث وراء الخضر من قبل بعض المواطنين في اليوم الأخير من رمضان حيث وضع هؤلاء حسبانهم لشراء كميات كبيرة من السلع مخافة أن لا يجدوها في أيام العيد. كما أن عملية التموين بمادة الحليب هي الأخرى توقفت بشكل تام خلال أيام العيد حيث لوحظت ندرة كلية لهذه المادة لدى المحلات القليلة التي فتحت أبوابها. وظن المواطنون أن الأمور ستتحسن أمس الأحد إلا أنهم إصطدموا بتقلص الندرة بنسبة قليلة فقد عرفت المخابز طوابير طويلة من أجل إقتناء الرغيف الذي غاب عن المحلات والخضر والفواكه عرضت بشكل قليل في الأسواق الشعبية وبأسعار مرتفعة. حيث وصل سعر البطاطا إلى 60 دج للكيلوغرام من النوع الردئ أما الطماطم فلا وجود لها والحليب نفد في الساعات الأولى من الصباح . وينتظر أن تعود الأمور إلى طبيعتها بداية من اليوم المتزامن مع الدخول المدرسي.