يستعد المخرج الجزائري سعيد ولد خليفة للبدء في تصوير المشاهد الأولى لفيلمه الجديد »زبانا« حيث كشف للجمهورية أن اللقطة الشرفية لهذا العمل السينمائي ستصوّر ليلة 31 أكتوبر بمنطقة خميستي بوهران أين يتم تصوير مشاهد عن هجوم الحركات السارية على البريد المركزي للباهية وهي المرحلة الأولى في تنظيم وتحويل الثورة التحريرية بقيادة المجاهد أحمد بن بلة وحمّو بوتليليس وكذا سويداني بوجمعة، كما سيتم تزامنا مع ذلك تنظيم حفل إستعراضي للإحتفاء بذكرى ليلة أول نوفمبر 1954 تتخلّله العديد من المفاجآت الفنية من خلال استضافة عدة شخصيات سياسية وفنية من السلطات المحلية وبعض السينمائيين والمفكرين. وفي نفس الوقت فسيتم الكشف عن البطل الرئيسي لهذا الفيلم الذي سيتقلّد دور البطولة ويجسّد شخصية أحمد زبانا، إضافة إلى الأدوار الثانوية الأخرى، التي تحمل أسماء حوالي 18 مجاهدا مشاركا في المسيرة الثورية للشهيد زبانا في انتظار التحضير لتصوير مشاهد سينمائية أخرى بكل من معسكر وولاية تلمسان. بعد أن اكتمل البحث التاريخي الذي دام 6 سنوات من طرف المؤلف والكاتب الجزائري المعروف عز الدين ميهوبي وكذا المخرج سعيد ولد خليفة الذي بحث مطوّلا في الأرشيف ليقدم بعدها نسخة من السيناريو للهيئات المذكورة التي وافقت على تمويل المشروع بصفة مباشرة، إضافة إلى هيئات أخرى مثل وزارة الدفاع والجيش الوطني الشعبي الذي ستكون لهم مساهمة غير مباشرة في دعم هذا المشروع السينمائي الضخم. ومن جهته، فقد أكد المنتج ياسين لعلوي أن هذا الفيلم الثوري سيركز بالدرجة الأولى على الثورة التحريرية التي قادها شبان في مقتبل العمر وأكبر مجاهد فيها هو مصطفى بن بولعيد الذي يبلغ 37 سنة في حين أن الشهيد أحمد زبانا توفي وعمره يناهز 30 سنة، إضافة إلى المناضل العربي بن مهيدي الذي بلغ عمره 24 سنة الأمر الذي دفع بالمخرج والمؤلف للتركيز على فئة الشباب لأن هذه الأخيرة هي من أعلنت عن اندلاع الثورة وحققت الإستقلال، مشيرا ذات المتحدث أن الهدف من هذه الفكرة هو نقل رسالة للجيل الجديد عن النضال الحقيقي لشباب في مقتبل العمر. وتجدر الإشارة أن الطاقم الفني لهذا العمل السينمائي قد قام مؤخرا بجولة إستطلاعية لمنطقة »زهانة« أين توجه كل من المخرج سعيد ولد خليفة رفقة المنتج نحو ضريح الشهيد بقيادة شقيق المجاهد عبد القادر زبانا ليلقوا نظرة على المكان الذي شهد المعركة التي ألقي فيها القبض عليه، كما تم أيضا تفقّد بعض المناطق الأخرى التي لها صلة بالشهيد ومن شأنها أن تفيد سيناريو الفيلم الذي سينطلق تصويره مع نهاية شهر أكتوبر المقبل. أما فيما يخص الأرشيف الذي استعان به المخرج فقد تم الإطلاع عليه بكل من وهران، العاصمة وفرنسا مع أخذ بعض التصريحات لشهود العيان الذين هم في حقيقة الأمر أشخاص مقرّبون من أحمد زبانا ولهم اطلاع واسع على مسيرته الثورية وبعض التفاصيل التي يجهلها الكثيرون، نذكر من بينهم المجاهد سعيد اسطمبولي وهو صديق مقرّب لزبانا يقطن بمنطقة »زهانة«، وقد أعطى الكثير من المعلومات عن حياة الشهيد وكلها تفاصيل ساعدت على إثراء قصة الفيلم وإعطاء السيناريو صبغة هامة من الموضوعية. ودائما في ذات الصدد، فقد أكد المخرج سعيد ولد خليفة أن قصة الفيلم ستحكي مسيرة زبانا منذ بداية الخمسينيات بعد خروج هذا المناضل من السجن أي سنة 1953، كيف خطّط للعمل السري إلى جانب كل من العربي بن مهيدي ورمضان عبد المالك وغيرهم. وكيف قام هؤلاء بالإجراءات اللازمة للتحضير للثورة.