أكد الدكتور محمد رضا نجار خلال تنشيطه الدورة التكوينية المنظمة من قبل وزارة الاتصال بوهران أنه يتوجب على ممتهني قطاع الصحافة التقيد بالقوانين التي تضبط القطاع لاحترام أخلاقيات المهنة وتقديم معلومات دقيقة وصحيحة للقارئ والمستمع والمشاهد مشيرا أنه من المفروض أن تضع كل مؤسسة إعلامية ميثاقا لأخلاقيات المهنة يضبط عمل صحفييها. وأضاف المتحدث أنه حاليا يُضرب بهذه القوانين عرض الحائط بتعدد وسائل الإعلام إذ أصبحت بعض القنوات تبيح لنفسها نشر فيديوهات لأشخاص يموتون أو يقتلون على المباشر كالصور التي بُثث الصائفة الماضية والتي تبين مقتل رهائن أوروبيين من قبل عناصر الجماعات الإرهابية. وقدم المحاضر لمحة سريعة على بعض المواثيق الخاصة بأخلاقيات المهنة للعديد من الدول كالولايات المتحدةالأمريكية و ألمانيا و بريطانيا كما أشاد الدكتور نجار بالمجهودات الجبارة التي تبذلها الدولة الجزائرية للتشريع في مجال الإعلام من خلال فتح المجال السمعي البصري وتكوين لجنة خاصة لتحديد هوية الصحفيين المحترفين هذا بالإضافة إلى تنصيب هيئة الضبط لقطاع السمعي البصري في انتظار تنصيب هيئة الضبط الصحافة المكتوبة بعد استكمال عملية تحديد هوية الصحفيين. ومن جهة أخرى أكد الدكتور محمد رضا نجار أن الانترنيت وشبكات التواصل الاجتماعي غيرت المعطيات إذ أضحت مصادر الخبر تفلت من وسائل الإعلام "التقليدية" حيث أن المواطن البسيط أصبح يشرف على إنتاج و توزيع المعلومة عبر مواقع التواصل الاجتماعي كالتويتر والفايسبوك. وفي هذا السياق أضاف المحاضر أن استعمال وسائل الإعلام لهذه الشبكات أصبح سلاحا ذو حدين إذ يتهافت رجال الإعلام حاليا على السبق الصحفي دون التأكد من صحة الخبر من عدمه كما أن انتشار هذه المواقع أصبح يهدد الصحافة المكتوبة إذ أن القارئ تخلى عن الجريدة نظرا لكونها تقدم أخبارا "ميتة" سبق له و أن اطلع عليها عبر "الفايسبوك" أو على الأقل عبر المحطات الإذاعية. و لذا أكد الدكتور نجار أنه يتوجب على الجرائد أن تواكب هذا التطور من خلال اعتمادها على الوسائط الإلكترونية لجلب انتباه و اهتمام ما يزيد عن 3 ملايير مستعمل للانترنيت مشيرا إلى أن بعض العناوين الكبرى كجريدة "لوموند" الفرنسية أصبحت تحتضن عبر موقعها الإلكتروني "بلوغ" BLOG خاص بصحفييها لتوسيع مساحة التعبير لكن بتحديد عدة شروط انضباطية كضرورة التحقق من مصدر المعلومة و مصداقيتها، التحقق من الجهة التي بثث المعلومة لذا يتوجب تكوين لاستعمال شبكات التواصل الاجتماعي انطلاقا من مدارس الصحافة إلى تنظيم دورات تكوينية مستمرة.