يأتي سرطان الثدي في مقدمة أنواع السرطانات التي تصيب النساء في العالم المتقدم و النامي على حدّ سواء، وهو الأكثر شيوعاً مقارنة ببقية الأنواع الأخرى، حيث يحدث غالباً بعد سن الخمسين ولكن هذا لا يعني أنه قد لا يظهر في سن مبكرة. وبالرغم من تحوله إلى مرض العصر إلا أنّ هنالك العديد من النسوة اللائي يجهلن أسبابه وأعراضه وكيفية الوقاية منه، الأمر الذي جعلنا نخصص عبر صفحاتنا حوارا مع البروفيسور "عبد القادر بوسحابة" رئيس مصلحة علاج الأورام السرطانية بالمركز الإستشفائي الجامعي الدكتور" بن زرجب"، الذي بيّن كل كبيرة وصغيرة عن الداء، وألّح على ضرورة القيام بالتشخيص المبكر لأن اكتشاف المرض - حسبه- في البداية يعد مفتاحا للعلاج...وفيما يلي نص الحوار: الجمهورية: في البداية نود أن نسألكم سيدي عن العوامل المؤدية إلى الإصابة بسرطان الثدي؟ البروفيسور بوسحابة: هنالك العديد من العوامل من بينها 5% إلى 10% عوامل وراثية، أي أنّ المرأة قد ترث هذا الداء من عند والدتها أو أختها...إلى غير ذلك من أفراد العائلة، أما عن بقية العوامل الأخرى التي تتراوح ما بين 90% و95%، فتتنوع أسبابها من حالة إلى أخرى من بينها العوامل الهرمونية الداخلية للمرأة التي لا نستطيع التحكم فيها، كأن تحدث لها الدورة الشهرية في سن مبكرة جدا أو أن يحدث لها سن اليأس هو الآخر في وقت مبكر جدا، كما تكون الأمهات غير المرضعات أكثر عرضة للإصابة بالداء، فضلا عن عامل السمنة لدى المرأة بعد سن اليأس...هذا زيادة على عوامل أخرى، ولهذا تبقى الوقاية الأولية لخير وسيلة لتفادي الإصابة بسرطان الثدي كممارسة النشاطات الرياضية مثلا، هذا بالإضافة إلى الوقاية الثانوية والمتمثلة في التشخيص المبكر لسرطان الثدي. الجمهورية: ماهي الأعراض التي تظهر على المرأة المصابة بسرطان الثدي؟ البروفيسور بوسحابة: يجب أن تعلموا أنه إذا كانت المرأة تقوم بالتشخيص المبكر بصفة دورية تتراوح ما بين سنتين إلى 3 سنوات، وذلك من سن 40 إلى 50 سنة، فإننا قد لا نسجل أية أعراض، وفي حالة ضبطها فإن المرأة خلال فترة استحمامها أومن خلال استقصائها للثدي عن طريق الجس بالأصابع، فإنها قد تكتشف ورما صغيرا وهو في غالب الأحيان لا يؤلم، وهو الأمر الذي نعتبره نحن الأطباء خطأٌ جسيما قد تقع فيه العديد من النساء، حيث أن عدم شعورهنّ بالألم يجعلهنّ يستهزئنّ بالأمر ما يعني عدم توّجههنّ إلى الطبيب المختص أو القيام بالتشخيص، فهذا المرض صامت جدا ولا يسبب أي ألم، ولعلمكم أن التشخيص المبكر يتعلق بسرطان الثدي و سرطان عنق الرحم فقط، هذا الأخير الذي ينبغي القيام بالتشخيص الخاص به (سرطان عنق الرحم) بمجرد شروع المرأة في ممارسة العلاقات الجنسية، وذلك مرة كلّ سنة أو سنتين. الجمهورية: هل سجلتم حالات كانت مصابة بسرطان الثدي وشفيت تماما من الداء؟ البروفيسور بوسحابة: نعم سجلنا حالات كثيرة شفيت تماما من الداء، وذلك نتيجة تفطنها للمرض في بدايته من خلال التشخيص المبكر، فكما سبق وقلت لكم أنّ هذه الوسيلة تلعب دورا كبيرا في التحكم في الفيروس قبل انتشاره أكثر في العضو المصاب أو الجسم. الجمهورية: ظهرت في السنوات الأخيرة العديد من المنتجات التي تمثل علاجا بديلا، يقال أنها تقتل الفيروس من الأصل، بما في ذلك الوخز بالإبر الصينية، فضلا عن بعض الأعشاب التي يٌنصح بتناولها...فما رأيكم سيدي في مثل هذه الأمور التي تدخل ضمن ما يسمى ب "الطب البديل"؟ البروفيسور بوسحابة: بصفتي أؤمن بكلّ ما هو علمي، فلا أستطيع أن أنصح المرضى بمثل هذه الأمور، لاسيما وأن هذه المواد غير معترف بها علميا، فهذه الأعشاب قد تتسبب في تسمم المريض، وقد سبق وأن تم تسجيل حالات من هذا النوع، لذا ومن خلالكم أنصح جميع المرضى أن يبتعدوا كلّية عن تناول هذه الأدوية البديلة غير المعترف بها علميا، لأنها قد تؤدي إلى تسجيل نتائج قد لا يحمد عقباها، لاسيما وأنّه في الوقت الحالي أضحت صيدلياتنا تتوفر على أدوية حديثة أثبتت برهانها على أرض الواقع. الجمهورية: هل هنالك علاقة بالطعام الذي نتناوله ومرض السرطان؟ البروفيسور بوسحابة: إن علاقة الطعام الذي نتناوله ومرض السرطان تكمن في رابط واحد بينهما والمتمثل في عامل السمنة، وبالتالي على الأفراد أن يتجنبوا تناول كل الأطعمة التي تحتوي على الشحوم والدهون، لأن هذه الأخيرة قد تتسبب في الإصابة في أمراض أخرى كالقلب، والكوليسترول، فضلا عن الضغط الدموي...إلى غير ذلك من الأسقام، ولا يقتصر الأمر على السرطان فقط. الجمهورية: ما هي النصائح التي توّجهونها للنساء لتفادي الإصابة بسرطان الثدي؟ البروفيسور بوسحابة:أنصح جميع النساء اللواتي بلغنّ سن 40 سنة أن يتوّجهنّ إلى الأطباء المختصين في أمراض النساء أو حتى الأطباء العامين لإجراء ما يسمى بالتشخيص المبكر، واحترام الفحوصات الدورية، وبهذا قد تتفادى المرأة نسبة كبيرة من الإصابة بسرطان الثدي.