يجمع الخبراء الاقتصاديون والمختصون في علم الإجرام أن مزوري العملة الوطنية يواكبون العصرنة والتكنولوجيا في نسخ النقود غير الصحيحة و قد زاد التطور الذي تعرفه التكنولوجيا في العالم في معرفة هؤلاء لأساليب الغش والتزوير وتطويرها قصد إغراق الأسواق بهذه العملة المغشوشة والإفلات من عيون المراقبة بمختلف أشكالها. ومجرد آلة طباعة وجهاز "سكانير" من الطراز الرفيع والتمكن من العمل بهذه التكنولوجيا يكفي من نسخ أوراق نقدية مزورة يعجز التجار عن التفطن لها خاصة إذا استعمل المزور ورق خاص يتم استيراده من الخارج هذه الإمكانات العصرية سهلت مهمة شبكات تزوير العملة التي تسعى دائما إلى تزوير أوراق من فئة 1000 و2000 دج باعتبارها الأكثر تداولات في المعاملات التجارية الكبرى و الأسهل للتزوير. و أمام استفحال ظاهرة تزوير النقود يسعى المتعاملون أن يكونوا فطنين لمحاولات تمرير هذه النقود سواء تعلق الأمر بالتاجر البسيط أو المؤسسة المصرفية هذه الأخيرة أجبرها الوضع على اتخاذ تدابير ملائمة من خلال التزود بأجهزة الكشف عن الأوراق النقدية المزورة مما ساهم في تقليل حجم تسرب العمولات المزورة إلى جانب تدابير أخرى كإلزام زبائنها ممن يريدون مثلا إيداع مبالغ مالية بحساباتهم من العملة الصعبة بكتابة الأرقام التسلسلية للأوراق النقدية المستعملة في العملية على ظهر كنموذج الإيداع المسلم لهم وذلك قصد معرفة الفاعل في حالة كشف أي ورقة نقدية مزورة فاختفت شيئا فشيئا من البنوك وانتقلت إلى الأسواق. أما التجار فمنهم من يعتمد على نفس الأجهزة المتطورة للكشف عن الأوراق المغشوشة خاصة لدى أولئك الذين تفوق معاملاتهم التجارية مئات الملايين يوميا كما هو الشأن بالنسبة لأصحاب الواجهات التجارية الكبرى وكذا تجار الذهب والصرف ' العملة الصعبة' , فيما يحاول نظراؤهم من أصحاب المحلات والأكشاك التفطن لأي حركة غير عادية للمزورين الذين ينشطون فرادى وجماعات وحسب بعض من تحدثنا إليهم فإن الأوراق النقدية المزورة قد يتم الكشف عنها من خلال معرفة التاجر لبعض الأبجديات مثلا التدقيق في الصورة التي توجد بالورقة النقدية عند رفعها إلى السماء فالمزورون لا يتمكنون من نسخها في الورقة المغشوشة الى جانب لون الخط الفضي 'الرصاصي 'الذي يعجز الكثير من المزورين ضبطه حتى مع اعتمادهم على قلم رصاص خاص مستورد من فرنسا لكن هذا لم يمنع من سقوطهم في فخ المزورين لاسيما عندما يكثر عليهم الضغط من قبل العديد من الزبائن هنا لا يمكن للتاجر مراقبة جميع الأوراق النقدية فيفضل البيع ليكتشف الأمر بعد فوات الأوان وقد يكون ذلك عند قيامه بإيداع مبالغ مالية بالبنك أو اقتناء السلع .