طوّقت الأزمة السورية أو الحرب الأهلية السورية أو الحرب على سوريا أو الحرب على النظام السوري أو حرب إبادة السوريين(التسمية لا تهم فالضحية مواطنون سوريون أرادوا جرعة هواء فاندثروا في براميل برود ودخان) عامها الرابع و اختلست من العام الخامس أكثر من شهر و تزاحمت التصريحات السياسية مع الفعل العسكري بين الأسد و خصومه و كادت تغيب دبلوماسية الدول التي في يدها أحبال التحريك في مسرحية هزيلة تجرب فيها القوى العظمى قدرتها على التحكم و زاد الطين بلّة ما أسمته أمريكا أوباما زلّة كيري وزير خارجيتها الذي قال ل "سي بي أس نيوز " الأمريكية لأن بلاده ستضطر في الأخير إلى التفاوض مع الأسد بشأن انهاء الحرب في سوريا و الانتقال إلى مرحلة جديدة هذه الزلّة استشاط لها الكثير من الدول لاسيما حلفاء واشنطن في حربها على النظام السوري فرد الوزير الفرنسي للشؤون الخارجية لوران فابيوس من بروكسل بلهجة حادة على نظيره الأميركي ، خلال الاجتماع الذي احتضنه مقر الاتحاد الأوروبي مؤكدا أن باريس تنظر إلى النزاع في سوريا عبر انتقال سياسي يحفظ مؤسسات النظام ولكن دون بشار الأسد. وأضاف رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن «أي حل آخر يمكِّن الأسد من البقاء في السلطة سيكون بمثابة هدية فاضحة وضخمة لتنظيم داعش ». و أكد أن بقاء الأسد سيدفع كثيرين إلى حضن التنظيم الارهابي وبحسب ما نقلته وكالات الأنباء عن الوزير الفرنسي ، فإن تصريحات كيري لن تغير موقف فرنسا من الأسد التي هي بلد مستقل وسياستها إزاء المأساة الرهيبة في سوريا لم تتغير. وصرح رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أنه يأسف لتصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن الحاجة للتفاوض مع الرئيس السوري بشار الاسد. كما أكد فالس لتلفزيون كانال بلوس ردا على سؤال عما إن كان يأسف للتصريحات "نعم .. بالطبع ." وأضاف أن الأسد "مسئول عن مقتل عشرات الآلاف. " وتابع "لن يكون هناك حل سياسي .. لن يكون هناك حل بالنسبة لسوريا طالما بقي بشار الأسد. . وجون كيري يعرف ذلك." بل ولفت مصدر فرنسي رفيع المستوى في حديث صحفي أن "الإدارة الأميركية ليست لها استراتيجية في سوريا "، مشيراً إلى أن "كيري كان يتحدث قبل أسبوع فقط عن تسليح المعارضة ودعمها للتدخل مضيفاً أن "رسالة فابيوس للمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، كانت تنص على ضرورة أن يعمل الأخير من أجل عقد اجتماع جنيف وهذا ما كانت تعمل عليه باريس". وذكر المصدر أن "الجميع، من موسكو إلى القاهرة فباريس يريد عقد جنيف 3 ولكن إذا كانت موسكو تريد العمل فعلاً من أجله ، فعليها أن تعمل من أجل إنجاحه " في إشارة إلى ضرورة الضغط على النظام السوري "، مضيفاً "باريس كانت في طليعة من أراد منذ البداية عقد اجتماع جنيف 3 بعدما أفشل الرئيس السوري بشار الأسد جنيف 2 "، موضحاً أن "باريس تعمل لوضع خطة انتقالية في سوريا لكن الأوساط المسئولة في فرنسا تكشف عن أنه لا يمكن عقد جنيف 3 إلا في إطار اتفاق بين الجميع على التحاور حول المسألة الأساسية ، وهي هيئة الحكم الانتقالية ذات الصلاحيات التنفيذية الكاملة. ولكن لا يمكن عقد جنيف 3 من أجل إتاحة الفرصة للأسد لتقديم حكومة وحدة وطنية عوض هيئة الحكم الانتقالية. من جهتها اندهشت لندن لتصريحات كيري حيث قال بيان للخارجية البريطانية أنّ لندن ترفض أي دور للرئيس بشار الأسد في مستقبل سوريا.مؤكدا أن "العقوبات على سوريا ستستمر حتى يغير الأسد منهجه ويوقف المجازر ضد شعبه. وأضافت المتحدثة باسم الخارجية البريطانية" كما أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الأسبوع الماضي فإننا مستمرون في ممارسة الضغوط على هذا النظام عبر العقوبات إلى أن يضع حداً لأعمال العنف ويدخل في مفاوضات جدية مع المعارضة المعتدلة وكانت معظم وسائل الإعلام تناولت مقابلة (كيري) مع شبكة "سي بي اس" الأميركية التي نقلت عنه قوله : "أن على واشنطن أن تتفاوض مع الأسد لإنهاء الحرب. وقال كيري في المقابلة التي أجريت السبت "حسنا، علينا أن نتفاوض في النهاية. كنا دائما مستعدين للتفاوض في إطار مؤتمر جنيف 1"، مضيفا أن واشنطن تعمل بكل قوة من اجل "إحياء" الجهود للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الحرب". وتعتبر التصريحات البريطانية من أسرع الردود الدولية على تصريح كيري الأخير، و حرص مسئولون في وزارة الخارجية البريطانية على التذكير بأن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف نفت أن يكون تصريح كيري يمثل تغييرا في السياسة الأميركية المتعلقة بسوريا. وكانت هارف قالت في تغريدة على موقع تويتر إن كيري "جدد التأكيد على سياسة راسخة أننا بحاجة إلى عملية تفاوضية مع وجود النظام على الطاولة - ولم يقل أننا سنتفاوض مباشرة مع الأسد " و قد حملت موسكو زلّة جون كير محمل الجد و في اجتماع مغلق للدبلوماسية الروسية رحبت موسكو بتصريحات كيري حول التفاوض مع الأسد و قال مصدر روسي رفيع المستوى بأنّ الأميركيين وصلوا إلى قناعة بأن تغيير نظام الأسد يجب أن يتم دون أن يؤدي لانهيار مؤسسات الدولة السورية. و أكد أن موسكو تواصل التحضيرات لعقد حوار موسكو الثاني ، والذي سيشارك فيه ممثلو مختلف فصائل المعارضة السورية وممثلو نظام الأسد. وأكد المصدر الدبلوماسي أن مبعوث الأممالمتحدةلسوريا ستافان دي مستورا سيشارك في هذا اللقاء المزمع عقد خلال شهر أبريل القادم.. وة كانت موسكو قد بدأت اتصالات مع القاهرة للتنسيق حول دفع حوار المعارضة السورية مع نظام دمشق بهدف التوصل لأوسع مشاركة من أطراف المعارضة السورية ، وأعرب عن دعم روسيا للجهود المصرية في هذا الإطار ، مشيراً إلي أن لقاء القاهرة وحوار موسكو الثاني يمكن أن يتوصلا إلى عقد مؤتمر "جنيف 3" على ضوء الموقف الأميركي الجديد ، والخاص بإمكانية إطلاق حوار مع نظام الأسد. .. و كادت ايران أن تصدِّق أما إيران التي تفاوض من أجل ملفها النووي فقال مساعد وزير خارجيتها للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبد اللهيان إن الرئيس السوري بشار الأسد عنصر مهم في الحل السياسي في سوريا ، ولا يمكن إنكار دوره في صيانة الوحدة الوطنية. وأكد عبد اللهيان في تصريحات لوكالة "إرنا" الإيرانية ، أن "مقاومة الشعب السوري وقيادة هذا البلد ، ومطالب المعارضة السورية المستقلة والمؤمنة بالحل السياسي ، تحظى باهتمام إيران". وأضاف أن "طهران ستواصل دعمها للشعب السوري الواعي و الصبور، ولن تسمح بأن تتحول سوريا إلى صومال وليبيا أخرى". واعتبر المسئول الإيراني أن الأمن يجب أن يشمل كل دول المنطقة بما فيها سوريا ، وأن أمن هذا البلد مهم في إرساء الاستقرار في المنطقة . أما ألمانيا فقد فجرت قنبلة من العيّار الثقيل إذ قال وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينمايرإنه لا يستبعد بشكل مبدئي إجراء محادثات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال شتاينماير في تصريحات لصحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية الصادرة في برلين إن طريق إنهاء العنف لن يكون إلا عبر التفاوض من أجل حل سياسي حتى لو تطلب الأمر إجراء محادثات مع نظام الأسد. ويدعم شتاينماير بذلك مساعي المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا و تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأخيرة.