غيرت الولاياتالمتحدةالأمريكية رأسا على عقب سياستها في معالجة الملف السوري. فبعد العمل على مدار 4 سنوات لإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد من عرشه، غيرت موقفها، ليقول كاتب الدولي جون كيري إن التفاوض مع الأسد صار ضرورة ملحة. قال كيري في حوار مع قناة ”سي بي أس” صراحة ”علينا أن نتفاوض في النهاية، كنا دائما مستعدين للتفاوض في إطار جنيف1”. وكشف أن بلده وبلدانا أخرى تبحث عن سبل إعادة إطلاق العملية الدبلوماسية لإنهاء الصراع في سوريا. وفور هذا التصريح، قال بشار الأسد ”إننا نسمع دائما التصريحات لكن سننتظر الأفعال، بعدها نقرر”، فيما نددت كل من لندنباريس وأنقرة بالموقف الأمريكي الجديد. إذ تساءلت تركيا عن فحوى التفاوض مع الرئيس السوري بعد مقتل 200 ألف شخص، وفق تصريح وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو الذي قال ”هناك أمران يجب حلهما في سوريا: القضاء على تنظيم داعش والجماعات المتطرفة الأخرى، ثم الشروع في مرحلة انتقالية”. في المقابل، هللت الصحف السورية الرسمية بتصريح كيري. واعتبرت جريدة ”الوطن” أن تصريح كيري ”يفتح صفحة جديدة للتفاوض”، وكشفت عن زيارة مبعوث أمريكي إلى موسكو في 6 أفريل للتحاور مع الطرف الروسي المساند للأسد لحل الأزمة السورية. وتابعت الصحيفة أن قرار كيري هو ”اعتراف جديد بشرعية الرئيس الأسد”، مؤكدة أن ”الإدارة الأمريكية اعترفت بفشلها في الإطاحة بالأسد بالقوة”. وتساءلت صحيفة ”الثورة” عن ماهية تصريحات كيري ”إن كانت اعترافا أم تكتيكا جديدا”. وقال ”الائتلاف” السوري المعارض إن ”إسقاط رأس النظام وجهازه الأمني من أي حل سياسي مستقبلي هو مطلب رئيسي للثورة، كما هو هدف أساسي في أي عملية تفاوضية”، وأضاف أن أي مبادرة إقليمية أو دولية يجب أن تهدف إلى تطبيق النقاط الست للمبعوث الدولي كوفي أنان والقرارات الدولية الصادرة بهذا الشأن. ويرى المتتبعون للشأن السوري أن المستفيد الأول من حرب سوريا هو نظام طهران وحزب الله الذي رمى بثقله في الحرب ضد المعارضة بجميع فصائلها. وتأتي روسيا وبعدها الصين من الحلفاء التقليديين للنظام، وفي نهاية الترتيب الأنظمة العربية الشبيهة بنظام الأسد والتي آزرته في المقاومة.