سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
“استغلال المعلومات حيوي لمقارعة الإرهاب والجريمة والشرطة تسخّر نخبتها لتأمين العاصمة ليلا” “الفجر” تقضي ليلة بيضاء مع أمن دائرة الرويبة وتقف على ورقة طريق اللواء هامل
تعمل مصالح المديرية العامة للأمن الوطني على ضمان أمن العاصمة بواسطة نخبة من أفراد الجهاز، وباستعمال كل الوسائل والأجهزة العصرية المتطورة، بما فيها استغلال المعلومة، الذي أصبح القوة الحديدية في مناهج جهاز الأمن الوطني، وهو ما وقفت عليه “الفجر” في ليلة بيضاء مع الفرقة المتنقلة لقمع الإجرام بالرويبة، وفي إقليمها حيث يتوقف تأمين العاصمة من محاولات بقايا الجماعات الإرهابية، تقيم ذات الفرقة حاجزا أمني كثيرا ما اشتكى منه المواطنين، لكن استمراره هام وضروري. الحاجز الأمني الفاصل بين بومرداس والجزائر صمام أمن العاصميين واستمراره مهم جدا أماكن سياحية بشرق العاصمة أهملها المنتخبون المحليون لتصبح وكرا للمنحرفين كانت الساعة تشير إلى السابعة مساء بمقر أمن دائرة الرويبة، التي اختارتها يومية “الفجر”، للوقوف على الاستراتيجية الجديدة لجهاز الأمن الوطني، التي شرع في تنفيذها الوافد الجديد إلى مقر المديرية العامة للأمن الوطني، اللواء عبد الغاني هامل. وكان اختيار دائرة الرويبة للعديد من الأسباب، كونها إحدى بوابات العاصمة، والقريبة من الولايات التي تعتبر معاقل بقايا الجماعات المسلحة، بومرداس والبويرة وتيزي وزو، بالإضافة إلى كونها من أكبر المناطق الصناعية بالبلاد، من خلال نسيج صناعي يضم اختصاصات استراتيجية، كالبتروكيمياء وغيرها، وكل هذه العوامل تجعل من تأمين إقليم دائرة اختصاص الرويبة ليس بالأمر الهين. ولأن ظلام الليل يعتبر التوقيت المناسب لعناصر الجريمة المنظمة، كالسرقة، الإرهاب، وترويج المخدرات... إلخ، ألزمت المديرية العامة للأمن الوطني، ضمن تعليماتها الجديدة، أعوان المناوبة الليلية من المصالح الحساسة لجهاز الشرطة، التي تعرف ب”نخبة الجهاز”، التمتع بقدرة بدنية وكفاءة أكثر، كتلك التي رافقتها “الفجر”، طيلة ليلة الإثنين إلى الثلاثاء، والمتمثلة في “الفرقة المتنقلة لقمع الإجرام”. وتكون بداية مهام النخبة الشابة للفرقة، ومعدل العمر فيها 28 سنة، باجتماع يومي شبيه باجتماع قاعات التحرير في الصحافة الوطنية، تحت إشراف ضابط الفرقة “شريف سليماني”، وعادة ما يبدأ الاجتماع بتحليل معلومات حال الجرائم الآنية، ومن ثم ضبط برنامج عمل الليلة، والعتاد التقني والبشري المناسب. هكذا تبدأ لحظات نكران الذات والمعلومة سلاح قوي لمجابهة الإجرام والإرهاب بعد انتهاء الاجتماع الدوري، تتهيأ الفرقة للتنقل والتدخل بعد مراقبة العتاد والوسائل التقنية، في عملها ميدانيا، حيث كانت البداية بمراقبة السدود والحواجز الأمنية، التي يبلغ عددها أكثر من 5 سدود، نظرا للعوامل التي تمتاز بها المنطقة، وحسب ما مارصدته “الفجر” خلال مهمتها، فإن سلاح المعلومات أصبح أكبر قوة، إن لم نقل السلاح الذي تعتمد عليه الشرطة في أداء مهامها، حيث كانت الفرقة تركز اهتمام بالغا على تبادل المعلومات سواء بين مختلف اختصاصات الجهاز ومسؤوليه، أو مع باقي المصالح الأمنية الأخرى، كالدرك الوطني، وهي ملامح أخرى للاستراتيجية الجديدة داخل جهاز الأمن الوطني في مجابهة الجريمة، وترصد بقايا الإرهابيين، وكيف لا، وقد كانت الرسائل الواردة من جهاز إرسال اللاسلكي لمسؤول الفرقة خير دليل على ضرورة استعمال المعلومات. ومن الوسائل التي دعمت بها وزارة الداخلية جميع الفرق المتنقلة للشرطة “حاسوب بيبي”، وهو جهاز على شكل هاتف نقال، يضم في ذاكرته كل أسماء الأشخاص والمركبات المطلوبة لدى الجهات القضائية والأمنية، ومن مزاياه حسب ما وقفت عليه “الفجر”، قدرته على التأكد من هوية الأشخاص المشتبه فيهم والمركبات أيضا في وقت زمني لا يتعدى 3 دقائق، ومساهمته في تعزيز التنسيق بين مختلف الجهات الأمنية وجهاز الشرطة على المستوى الوطني. قوة استغلال المعلومات أطاحت بإرهابي بوكالة موبيليس بالرويبة ومن النتائج الميدانية التي بدأت تتضح خيوطها جليا يوما بعد يوم في جهاز الأمن الوطني بفضل استغلال المعلومات، تمكن أمن دائرة الرويبة مؤخرا من وضع حد لنشاط أحد العناصر الإرهابية بمقر الوكالة التجارية لمؤسسة “موبيليس”، حسب ما أدلت به مصادر مطلعة، كما ساهمت عناصر ذات الفرقة في تفكيك عدد من العصابات الإجرامية، منها عصابات سرقة السيارات، التي لا يستبعد أن تكون لها صلة وطيدة بدعم بقايا الجماعات الإرهابية. الحاجز الفاصل بين الجزائر - بومرداس شريان أمن العاصمة ومن النقاط الإستراتيجية التي تركز عليها مصالح أمن دائرة الرويبة بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني، الحاجز الأمني الفاصل بين ولاية بومرادس، التي لاتزال بعض أدغالها وكرا لبقايا الجماعات الإرهابية، والعاصمة التي لاتزال تعتبر هدفا لبقايا هؤلاء الدمويين، ومن هنا يظهر اهتمام استمرار الحاجز الأمني، الذي كثيرا ما كان محل انتقادات من طرف المواطنين، لاسيما من طرف فئة التجار، وهو الانشغال الذي اعترف به وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، إلا أنه أكد على ضرورة استمراريته. قضينا أكثر من 20 دقيقة رفقة مصالح الفرقة المتنقلة لقمع الإجرام بالرويبة إلى غاية العاشرة ليلا، حيث كانت حركة المرور بذات النقطة كثيفة جدا، ولم تكن كافية لمعرفة أهمية الحاجز المزود بآخر تقنيات الكشف عن المتفجرات والأشخاص المشبوهين أو المبحوث عنهم. ولما كانت الجماعات الإرهابية تستعمل في أعمالها الوحشية السيارات النفعية والتجارية، فإن مثل هذه السيارات الوافدة من بومرداس، تيزي وزو والبويرة تخضع لمراقبة تقنية دقيقة من طرف أعوان الشرطة، وكثيرا ما أتت بنتائج إيجابية، لاسيما ما تعلق بالتعرف على المشبوهين وإيقاف السيارات المسروقة والمرجحة لعملية إرهابية، وهو ما جعل العاصمة ولاية مؤمنة من بطش الجماعات الإرهابية، التي تبحث عن الضجة الإعلامية، ولذلك فإن تشديد الرقابة الأمنية بهذه النقطة الحدودية الفاصلة بين و لايتي الجزائر وبومرداس يبقى جد هام، حسبما أكده الضابط مسوؤل الفرقة المتنقلة لقمع الإجرام، خاصة وأنه يؤدي مباشرة الى منطقة صناعية، وتضعها وحدات شرطة أمن الرويبة ضمن أولويات مهامها الإستراتيجية. “تأمين محكم للشاليهات وتطهيرها من المنحرفين” ولما كانت دائرة الرويبة تضم أكثر من 4 مواقع أحياء للشاليهات المنتشرة ببلديات الرغاية، الرويبة وهراوة، وهي الأحياء التي كانت سابقا أوكارا للجرائم، فقد تمكنت وحدات أمن دائرة الرويبة من تطهير هذه الأحياء من مختلف أنواع الجرائم، كالسرقة وتعاطي وتجارة المخدرات، وذلك بفضل سياسة وقائية جوارية، الأمر الذي وقفت عليه “الفجر” في عموم تلك الأحياء منتصف الليل، أين كانت العائلات ساهرة خارج شاليهات إقامتها. وحسب تصريح العديد منها ل “الفجر”، فإن تواجد دوريات منتظمة لأفراد الشرطة “يجعلك تسمر خارج الشالي، هروبا من حرارته التي لا تطاق في فصل الصيف بكل طمأنينة وراحة البال”، خاصة وأن جهاز الشرطة لم يعد قوة ردع الإجرام وبقايا الإرهاب فقط، بل كثيرا ما كان يتحول إلى مهام إنسانية، كنقل المرضى إلى المستشفى، أو إيصال العائلات التي لا تحوز على سيارة الى نقاط تواجد الصيدليات، وهو ما اعترف به معظم السكان الذين تحدثوا ل “الفجر”. “مناطق سياحية أهملتها البلديات فوقعت في قبضة المنحرفين” من النقاط السوداء التي تضر بالسمعة السياحية للوجهة الشرقية للعاصمة، ووقفت عندها “الفجر” خلال مرافقتها لأفراد شرطة إقليم دائرة الرويبة، إهمال السلطات البلدية للرويبة للمساحات الخضراء السياحية، وريثة العهد الاستعماري، فرغم الجمال والرحابة والبيئة الطبيعية للحديقة المسماة ب“ الجنان”، إلا أنها تواجه إهمالا كبيرا، فلا صيانة ولا تهيئة، وباتت وكرا لمئات المنحرفين، وهو ما وقفت عليه “الفجر”، في دورية مفاجئة مع عناصر الشرطة بعين المكان، أين كان شلة من الشباب تتعاطى الكحول وسط هذه المساحة الخضراء، وهو السلوك الذي حرم المئات من العائلات من التنزه فيها، رغم أنهم أبلغوا مصالح البلدية بالأمر في العديد من المرات.