أشرف صباح أمس الدكتور محمد عيسى وزير الشؤون الدينية والأوقاف على افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الأول حول الإعلام الديني بجامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم، وأكد وزير الشؤون الدينية في كلمته أنه يجب إعادة النظر في أساليب عمل الإعلام الديني، من خلال وضع خارطة طريق تهدف في الأساس إلى توحيد المناهج، تعميق التكوين، التأكيد على مبادئ الإسلام الحنيفة. وأضاف الدكتور محمد عيسى أنه حان الوقت للعمل كذلك من أجل التعريف بالشخصيات المرجعية في تاريخنا الإسلامي المشرق، مشيرا إلى أن توضيح القيم الإسلامية البناءة باتت ضرورة ملحة، من خلال إبراز ما هو إيجابي مما هو مجانف للحقيقة وضال، وشدد محمد عيسى في كلمته بحضور والي ولاية مستغانم، رئيس سلطة ضبط السمعي البصري، أئمة المساجد والعديد من الدكاترة والخبراء من مختلف الجامعات الجزائرية وخارجها، أنه ينبغي العمل على تفنيد الشبهات والافتراءات التي تلصق ظلما وجورا بديننا الحنيف، والسعي إلى تصحيح جميع المفاهيم الدخيلة عليه، بل ودعوة المسلمين إلى الامتثال لقيم الإسلام الرشيدة وإبراز جميع صوره المضيئة المشرقة، حتى تصل في أبهى وأنصع حلله للفرد غير المسلم الذي يريد معرفة والإطلاع على رسالة الإسلام القويمة، وأوضح وزير الشؤون الدينية والأوقاف أن الخطاب الديني بات اليوم في وضعية متقهقرة، مما فتح المجال أمام ما سماه بالإعلام الإرهابي بما يمثله من دمار وخراب وتشويه لصورة الإسلام، بل وبما يحققه من تمزيق للأمم العربية والإسلامية، مشددا على أن الإرهاب لا يحتاج إلى تنظيم هرمي أو أفقي، بل يعتمد في جوهره على مبدأ "التنفيذ من دون استشارة أي أحد" مما جعله يتسم بالفجائية واستقطاب المنطوين الإنعزاليين، مضيفا أن الإعلام الديني المضاد تزامن مع إعلام نابع عن دوائر مشبوهة تبث من غير عواصم الإسلام وتروج للنحلية والطائفية، كما تستعمل الأسلوب العدائي وتقزّم صورة ديننا الحنيف، وتسعى إلى زرع الخلافات التاريخية بين المسلمين و"الاستفادة من هذا التعتيم ليبدّل المسلمين عن دينهم بدين آخر بل ونحلا أخرى". وحذر وزير الشؤون الدينية والأوقاف، من أن هذه الأساليب الماكرة والمخادعة لمختلف هذه الجهات المشبوهة أضحت تعمل على اجتثاث الشباب من قيم حبهم لوطنهم الأمر الذي جعلهم يحتاجون اليوم إلى إعلام ديني راشد ينير لهم الدرب ويضيء لهم الطريق الوحشة بالأشواك والصعاب، موضحا أن العديد من الدراسات كشفت عن وجود العديد من الحسابات الالكترونية التي تروج للإرهاب "الداعشي" المقيت، وأن 90 بالمئة من الإرهابيين الأوروبيين الذين انضموا إلى مختلف التنظيمات الإرهابية تأثروا بما تنشره مختلف مواقع الأنترنت المشبوهة. مذكرا بالضريبة الباهظة التي دفعتها الجزائر في سنوات الإرهاب الأعمى، حيث خلفت العديد من الضحايا الإعلاميين وحتى أئمة المساجد الذين قضوا بسبب حالة الفوضى التي شهدتها في تلك الفترة الفتنة البغيضة الناجمة عن الإعلام الديني المتطرف والمتشدد.