سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
“التنصير في الجزائر مقصده سياسي وليس عقائديا والتيار الانعزالي يروج له في الخارج” فيما أرجع غلام الله الظاهرة إلى غياب الوعي لدى الشباب، الباحث محند أرزقي فراد:
حمّل الباحث محند أرزقي فراد السلطات العمومية مسؤولية ظهور التنصير في البلاد بعد أن أهملت دور الزوايا والمساجد وابتعدت عن الثقافة الإسلامية على الدولة الاهتمام بالثقافة الإسلامية ومحاربة ما تبقى من رواسب الاستعمار فاسحة المجال أمام الرواسب الاستعمارية للعمل والتسلل إلى أعماق المجتمع في صمت، مشيرا إلى أن ظاهرة التنصير ليست بالدرجة التي تتحدث عنها مختلف المنظمات والجمعيات والإعلام، وأن الأمر لا علاقة له بالمعتقد بقدر ما هو سياسي. قال الأستاذ والنائب السابق، محند أرزقي فراد، في تصريح ل”الفجر”، إن حرية الممارسة الدينية في الجزائر محفوظة، باعتبار أن الدستور يعترف بحرية المعتقد والممارسة الدينية، والإسلام لا يفرض على الإنسان اختيار دين بالقوة دون آخر، وأضاف “إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء”، الأمر الذي يجعل ملف التنصير في الجزائر سياسيا وليس عقائديا، موضحا أن التيار المتطرف الانعزالي استغل القضية وبالتحديد في منطقة القبائل لتحقيق أغراضه الضيقة، بعد أن أصبح دعاته يتخذونه وسيلة لتبرير أفكاره والتشويش على شباب المنطقة، وأضاف إن “التيار الانعزالي هو المستفيد الأكبر من ملف التنصير”. وأرجع الأستاذ فراد أسباب ظاهرة التنصير إلى الرواسب الاستعمارية التي لازالت تسيطر على عقول المواطنين في بعض جهات الوطن لعدة اعتبارات، أولها غياب الثقافة الإسلامية بالقدر الكافي، وتهميش السلطات للبعد التاريخي الأمازيغي في الشخصية الجزائرية في مناطق معينة، وهي أمور ساهمت بشكل أو بآخر في اتخاذ ممارسات تترجم مقاطعة السلطات، وتابع “إن الأمر أصبح انتقاما من السلطة وليس اقتناعا بالدين المسيحي”، مشيرا إلى ما حدث مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ حين صوّت الشعب الجزائري لصالحها “انتقاما من السلطة وليس حبا في الفيس”. وقلل المتحدث من وقع الموضوع، باعتبار أمر التنصير في الجزائر غير مطروح بالدرجة التي تروّج لها مختلف الجهات الغربية أو الإعلام، محذّرا في السياق ذاته من دعاة التيار الانعزالي الضعيف الذي يحاول تبني الموضوع للترويج لأفكاره الدنيئة المعروفة بين أوساط سكان منطقة القبائل، بالدعوة إلى اعتناق المسيحية والخروج من الإسلام لتحقيق مقاصدهم الانعزالية وليس حبا في سيدنا عيسى عليه السلام، حسب تعبيره. وقال موجها حديثه للإعلام “أدعوا الإعلاميين إلى تناول الملف دون تهويل، وبعقلانية، فقد تم تضخيم الأمور بما هو غير موجود”. من جهته، قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، في حديث ل”الجزيرة.نت”، إن التنصير انحسر بسبب وعي الشباب، وأن “المبشرين استغلوا ظروف الشباب بتقديم مغريات الفيزا والمنح الدراسية إذا اعتنقوا المسيحية، لكن معظمهم عاد وكتب عن تجربته مع التنصير”، وأكد الوزير أن “طائفة من الناس يدخلون الجزائر بتأشيرة سياحية وينشطون في بعض الجهات، ويسألون الشباب لإغرائهم: ماذا قدم لكم الإسلام؟ الإرهاب، المنع، حرمكم من لغتكم، لتكريه الشباب في دينه وأمته”. واعتبر رئيس حركة الإصلاح الوطني السابق، عبد الله جاب الله، أن مسألة التنصير مبالغ فيها باعتبار أن منطقة القبائل كانت وما زالت قلعة من قلاع الإسلام المتصدية للمخططات الاستعمارية، والدليل أن فيها أكبر عدد من المساجد والزوايا، مضيفا أن بعض الشباب لهم مصالح التأشيرة أو العمل من خلال إعلانهم عن اعتناق المسيحية، ويعودون إلى دينهم بعد تحقيق أهدافهم. غير أن الأمين العام لجمعية العلماء المسلمين، الدكتور عبد المجيد بيرم، حذر من التهوين من مسألة التنصير لأنها تنطوي حسبه على ما سماها مآرب سياسية وانفصالية، مشددا على أن التنصير ليس محصورا في منطقة القبائل، بل ينتشر في مناطق أخرى من البلاد، وأن الفئة الانعزالية لا تمثل أبناء المنطقة وأبناء الجزائر، بينما يرى النائب عن حركة النهضة محمد حديبي أن للتنصير أجندة سياسية خارجية لتكوين أقلية مسيحية في منطقة معينة تكون ذريعة للتدخل الخارجي تحت مبرر حماية الأقليات. أما رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، المحامي بوجمعة غشير، فيرى أن القانون لا يضيّق على حرية الأديان، ولكن بعض الإجراءات التي وصفها ب”الحماقات” هي التي شوهت صورة الجزائر بشأن حرية الأديان حسبه.