لم يكن إتمام مشروع انجاز الميناء بمنطقة كريشتل التابعة اداريا لبلدية قديل قبل عدة سنوات كافيا لتحويل ذلك الحيَز من شاطئ يسمى " تامدة " إلى ميناء للصيد قائم كمؤسسة و ساحل تنطلق منه القوارب بصفة قانونية لصيد الأسماك ، و لم يمنع ذلك من تردد عشاق " تامدة " عليه للسباحة رغم أنَ المشروع قضى نهائيا على شاطئ أمس . رحلات لهواة الصيد لم يعد تردد زوار الميناء مقتصرا على عشاق شاطئ " تامدة " من أبناء المنطقة الذين لا زالوا متحسرين على ضياعه دون أن يحل محله ميناء قائم بذاته يعمل على جلب المصلحة العامة للجميع ، و انما تجاوزهم لتردد العديد من الزوار القادمين من مختلف المناطق خاصة في آخر المساء حسب ما صرح به العديد من السكان الذين أزعجهم أمر تحول ذلك الحيز الذي كان يزيَن " كريشتل" بالأمس إلى ركن لتناول الخمر ليلا و اكتساح الفوضى نهارا ، بحيث يلاحظ كل من التحق بالميناء أنَ الفرصة متاحة لكل من هبَ و دب لدخوله دون أي عقبات ، بحيث يسير سائقو المركبات عبر مسلك يتوسَط المنطقة العمرانية و ينتهي به الطريق وسط الميناء دون مدخل أو بوابة تحد بينه و بين الفضاء الخارجي، أين تظهر القوارب على البر و البحر مركونة أو موزعة تسير بقيادة شباب من مختلف الأعمار ، منهم من لا يزال في عمر الطفولة، و يذكر البعض أنَ هذا الجزء من الساحل الواقع بشرق الولاية تحوَل إلى منفذ لخروج "الحراقة" من أرض الوطن بطريقة غير شرعية ، فيما يقول البعض أيضا أنَ الوضع أتاح لبعض مالكي القوارب فرصة الاسترزاق عن طريق تنظيم رحلات لفائدة هواة الصيد و كذا الراغبين في نزهة على الشاطئ و التمتع بمنظر الصخور الشامخة و زرقة مياه البحر و صوت الطيور على بعد عدة كيلومترات من الشاطئ . مكسب لأهل المنطقة من جهته أكد أحد المسؤولين ببلدية قديل أنَ مشروع انجاز الميناء قد توقَفت الأشغال بشأنه لمدة سنتين ، ثمَ تم الاستئناف من أجل إتمامها و لم يتم ضبط الأمور بشكل نهائي و إتمام الأشغال، و عليه لم يأخذ الموقع اسما محددا لحد الساعة فلا صار ميناء و لا ظلَ شاطئا ، و يجدر الذكر إلى أن شاطئ " تامدة" كان يعَد من أجمل و أروع الشواطئ بالمنطقة ، و أنَ انجاز الميناء أيضا يعدَ مكسبا كبيرا لأهل المنطقة البسطاء التي تعرف نسبة بطالة كبيرة على حد قول سكانها و هو كفيل بامتصاص جزءا كبيرا منها إذا ما صار ميناء منظما و يسير وفق قوانين و اجراءات مضبوطة .