الأفناك فقدوا اللحمة و الروح القتالية لم يهضم المدرب الجزائري مصطفى هدان خيارات الناخب الوطني كريستيان غوركيف التكتيكية في المباراتين الوديتين اللتان خاضهما المنتخب الوطني أمام غينيا و السينغال ، محملاً إياه مسؤولية تدني المستوى الفني للخضر الذين قدموا مردودا لا يشرف الكرة الجزائرية. و قال الناخب الوطني الأسبق في اتصال مع "الجمهورية" أمس أن "أسود التيرانغا" و غينيا قدموا درسا لرفقاء فيغولي مؤكدًا ان الناخب الوطني أصبح متناقضًا مع نفسه ، مستغربًا الطريقة التي انتهجها غوركوف في اللقاءين المذكورين. كما بدا مصطفى هدان مستاء من مستوى لاعبي المنتخب الوطني "الذين فقدوا اللحمة والروح القتالية التي كانت تميزهم و التي اختفت مباشرة بعد مونديال البرازيل نتيجة عجز الناخب الوطني عن السيطرة على المجموعة التي فقدت بريقها بمغادرة حاليلوزيتش". كيف تعلق على مستوى "الخضر" في اللقاءين الوديين؟ و الله الامر أصبح أكثر من غامض فقد رأينا منتخبا ضعيفا أمام غينيا و السينغال، لم نر ذلك المنتخب الجزائري الذي عهدناه بعدما افتقد القدرة على اللعب، أعتذر عن طريقة الوصف لكنني لا أريد أن أكون منافقا فقد أصبحنا نملك منتخبا عاجزا و يقدم مستوى لا يشرف الكرة الجزائرية، يجب أن تعيدوا متابعة مباراتي غينيا و السينغال لتقفوا على فضاعة الوضع، صراحة تلقينا درسا في أبجديات الكرة... هل من توضيح أكثر ؟ خلال المباراة الأولى أمام منتخب غينيا شاهدنا منتخبا جزائريا ضعيفا من الناحية التكتيكية لم يقو على مجابهة منتخب مكون من لاعبين شبان أحرجوا كثيرًا رفقاء فيغولي الذين كانوا خارج الإطار ولم يقدموا أي مردود يذكر، و الشيء نفسه بالنسبة لمباراة السينغال التي كانت طبق الأصل للمواجهة الأولى، كما أن هدف براهيمي الذي جاء إثر جهد فردي لا يمكنه تغطية العجز الكبير الذي واجهه "الخضر" في مجابهة "أسود التيرانغا" الذين كانوا أحسن منا بكثير إلا أن يقظة الحارس دوخة حرمهم من الفوز. هل تقصد أن غوركوف لم يوفق في خياراته التكتيكية؟ بالتأكيد لا يمكن تغطية الشمس بالغربال ...فهذا الناخب متناقض مع نفسه، و تجلى ذلك من خلال التصريح الذي أدلى به في الندوة الصحفية التي عقدها بعد المباراة الاولى عندما قال بأنه كان يعلم بعدم إمكانية الإعتماد على الثنائي سوداني وسليماني كرأسي حربة ورغم ذلك فقد أشركهما سويًا، عندما يقول بأن خطة 4/4/2 لا تناسبه وهو لا يزال ينتهجها فهذا تناقض،و عندما يستدعي لاعب و يبقيه في دكة الإحتياط رغم أن اللقاء ودي فهذا أيضًا تناقض، صراحة غوركوف فاشل تكتيكيًا و لا يصلح لأن يكون مدربًا للمنتخب لأنه غير قادر على فرض رأيه و فرض السيطرة على المجموعة، و لعل الخلاف الكبير الذي حدث ما بين براهيمي و سوداني بعد مباراة السينغال لتأكيد على أن غوركوف يفتقد لكاريزما مدرب منتخب قومي. هل يعني هذا أنك لم تسجل أي نقاط إيجابية خلال لقاء السينغال؟ ليس كذلك بل هناك إيجابيات كثيرة، أظن اللاعب المحلي استعاد إعتباره فالمنتخب الذي فاز على السينغال دخل بتشكيلة تضم 5 لاعبين محليين، فعندما ترى المردود الذي قدمه بلقروي في محور الدفاع رفقة زيتي وبدبودة رغم إفتقاره للخبرة ، فهذا يؤكد ان المدرسة الجزائرية قادرة على العطاء، و الشيء نفسه أيضًا بالنسبة لبونجاح الذي أزعج كثيرًا دفاع السينغال بفعل تحركاته رغم عدم قدرته على التسجيل لغياب الدعم بعد تدني مستوى فيغولي، على أية حال الإشكال في غوركوف وليس في اللاعبين، وإذا ظل الحال على ما هو عليه الآن فتأكد أننا سنفتقد جيلا من اللاعبين وبذلك سنعود إلى الخلف و سيفقد "الأفناك" قيمتهم التي إكتسبوها عقب مشاركتين متتاليتين في المونديال. في الأخير كيف تتوقع المباراة القادمة للمنتخب الوطني أمام تنزانيا ضمن تصفيات الدور الأول المؤهلة لمونديال روسيا؟ المأمورية ستكون صعبة فمنتخب تنزانيا سيحاول حسم الأمور في دار السلام، و بهذا المردود لا يمكننا الفوز لأننا بعيدون جدًا عن مستوانا الحقيقي، و على غوركوف إعادة حساباته قبل فوات الآوان، و عليه بالإبتعاد عن التفلسف و انتهاج الإستراتيجية التي تركها البوسني حاليلوزيتش و التي منحت المنتخب بريقه و جعلته ضمن أقوى المنتخبات على المستوى الإفريقي .