يعيش المدرب الوطني، كريستيان غوركوف، ضغطا رهيبا جراء الدرس الذي تلقاه على يد منتخب غينيا في اللقاء الودي الذي احتضنه ملعب 5 جويلية الأولمبي، مساء أول أمس السبت، وما خلّفته الهزيمة من تداعيات وردود أفعال وصلت إلى حد العنيفة من طرف الجمهور الذي حضر اللقاء. غادر التقني الفرنسي أرضية الملعب الأولمبي تحت سيل جارف من الانتقادات وتعالت صيحات الجمهور، مرددين اسم المدرب الوطني السابق البوسني وحيد حاليلوزيتش، في مشهد لم يتعوّد عليه المدرب غوركوف منذ توليه العارضة الفنية ل«الخضر”.
ولم يتمكن المدرب السابق لنادي لوريون الفرنسي من إخفاء تأثره الشديد بما عاشه في مواجهة غينيا بملعب أطلق عليه اسم “المحكمة الكروية الخضراء”، حيث ظهر ذلك على ملامح وجهه عندما نشط الندوة الصحفية التي أعقبت نهاية المباراة، ولم يتمالك غوركوف نفسه وراح يثور في وجه أحد الصحفيين الذي أحرجه بسؤال حول اختياراته الهجومية. وقد اعترف المشرف الأول على العارضة الفنية ل«الخضر” في تصريحاته عقب نهاية المباراة، بأن فريقه كان بعيدا كل البعد عن مستواه ووجّه رسالة صريحة للجمهور الجزائري عندما قال “لا نملك أحسن منتخب في إفريقيا”. ويدرك مدرب “الخضر” أن الوجه الذي ظهر به رفقاء سليماني في مباراة غينيا الودية، قد كشفت عدة عيوب شملت كل الخطوط، وقال “قدمنا مردودا متواضعا، خاصة في المرحلة الأولى، فالتنسيق كان شبه غائب ولاحظنا غياب الحرارة، خاصة في الدفاع، الأمر الذي كلّفنا هدفين”، لكنه يرى أن الفريق استعاد توازنه في الشوط الثاني مع دخول براهيمي الذي أنعش اللعب الهجومي ل”الخضر”.
تابعونا على صفحة "الخبر" في "غوغل+"
وحسب غوركوف، فإن المنتخب السينغالي يعد اختبارا أقوى من سابقه، وقال “كنا نفضل مواجهة منافس أقوى في اللقاء الودي الثاني، وأعلم أن المهمة ستكون صعبة في مواجهة السينغال هذا الثلاثاء، ولكننا نسعى للتدارك وتصحيح الأخطاء وتقديم مردود يقنعنا ويقنع جمهورنا”. ومما لا شك فيه، أن المدرب الوطني سيحدث تغييرات عديدة على التشكيلة في المواجهة القادمة أمام منتخب السينغال، لاسيما وأن أغلب اللاعبين الذين أشركهم كانوا خارج الإطار. ”الدفاع ليس في أمان والتغييرات كانت مدروسة” ولم يجد المدرب الوطني كريستيان غوركوف لحد الآن حلا نهائيا لمعضلة الدفاع، واعترف في ندوته الصحفية التي نشطها عندما قال “دفاع المنتخب ليس في أمان، وعانى المدافعون أمام مهاجمي غينيا.. ولو واجهنا منتخبا أقوى من غينيا، لوجدنا صعوبات أكبر”، على حد تعبير غوركوف الذي جرب تهارت رفقة مجاني في محور الدفاع، واعتمد على حشود وغلام. لكن لم يكن هذا الرباعي في المستوى، فقد عبث به الغينيون أمام دهشة الجمهور الذي حضر المباراة. ويعلم غوركوف أن هجوم منتخب السينغال أقوى من هجوم غينيا، ولهذا سيعكف على فتح ورشة في دفاع “الخضر” من أجل تجنب “كارثة” ثانية. وبدا غوركوف في قمة الغضب جراء الطرد الذي تعرض له المدافع غلام، بعد اعتدائه على احد لاعبي غينيا، علما بأن غلام لن يتمكن من لعب مباراة السينغال، باعتبار أن البطاقة الحمراء التي تعرض لها كانت في مباراة مسجلة في مواعيد الفيفا.
وقد فضل المدرب الوطني، أمس، تسريح فوزي غلام من التربص، في سابقة تثبت عدم سيطرة التقني الفرنسي على المجموعة. ورغم المردود الهزيل الذي قدمه رفقاء سفيان فغولي، إلاّ أن غوركوف راح يدافع عن اختياراته كالعادة، وقال إنه فضل إجراء خمسة تغييرات، كما أكد أن تلك التغييرات كانت مدروسة. وراح التقني الفرنسي يدافع عن فلسفته (4/4/2) التي لم يفهمها الجمهور الجزائري لحد الآن، بالنظر للتراجع الكبير الذي سجله “الخضر” في مستواه، وقال غوركوف إنه عمد إلى إشراك مهاجم متقدم والثاني خلفه يقوم بالتوغل واستغلال المساحات، ولم يشرك إطلاقا مهاجمين اثنين في الخط نفسه. وما يعاب على غوركوف؛ أنه تأخر في إقحام المهاجم بونجاح، لكنه اعتبر ذلك خيارا كان مدروسا، على حد تعبيره. فيغولي يستحق شارة القائد وفي الوقت الذي يجمع العام والخاص على تواضع مردود القائد الجديد ل”الخضر”، سفيان فغولي، أمام منتخب غينيا وعدم تقديمه المستوى نفسه الذي يقدمه في “الليغا”، راح المدرب السابق لنادي لوريون الفرنسي يدافع عن متوسط ميدان نادي فالنسيا، مشيدا بأحقيته في حمل شارة القائد “مردود فغولي لم يكن مخيبا ويستحق حمل شارة القائد، نظرا للنضج الكبير الذي بلغه من جميع النواحي”.
ومنذ تواجد سفيان فغولي في المنتخب الوطني، لم يقدم هذا اللاعب المستوى نفسه الذي يظهره مع فريقه الاسباني، فقد تفادى الدخول في الصراعات الثنائية مع لاعبي غينيا. وقبلها كان فغولي محل انتقادات شديدة من أصحاب الاختصاص، فقد قدم مستوى متواضعا في نهائيات كأس أمم إفريقيا في دورتي 2013 و2015. وينتظر الجمهور الجزائري رد فعل إيجابي من رفقاء رياض محرز أمام منتخب السينغال، هذا الثلاثاء، قصد تأكيد جاهزيتهم للمواجهة الحاسمة التي سيخوضها “الخضر”، شهر نوفمبر القادم، في الدور الثاني من تصفيات مونديال روسيا 2018 من المتأهل من مباراة مالاوي تنزانيا.