تصر روسيا على التسوية السياسية للصراع المسلح في سوريا وتقف بقوة ضد تغيير النظام بالقوة أو بواسطة التدخل الأجنبي ، ومنعت موسكو بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن أربع مرات مشاريع قرارات بشأن الأزمة السورية. وبفضل جهود الدبلوماسية الروسية تم تفادي التدخل الأجنبي في أوت 2013 والتوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية بشأن تدمير الترسانة الكيماوية. و كان أحد التوجهات الأساسية لأعمال الولاياتالمتحدة في سوريا حتى الوقت الراهن يتمثل في توجيه ضربات جوية لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية". كما تقر الولاياتالمتحدة بأن الطريق الوحيد لحل المشكل في سوريا هو عبر انتقال سياسي يحمل طابعا شاملا ويحافظ على الوحدة التراتبية للدولة وقواتها المسلحة ، و ترى واشنطن ترى مفتاح التسوية في سوريا، كما في السابق، في خروج رئيس البلاد بشار الأسد. وصرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 2011 لأول مرة بأن على الأسد أن يستقيل ، وبقيت استقالة الأسد على مر سنوات النزاع من دون تغيير شرطا للتوصل إلى تسوية في سوريا ، إلا أن تصريحات صدرت في الآونة الأخيرة تقول إن الإدارة الأمريكية لا تطالب الرئيس السوري بشار الأسد بالتخلي عن السلطة في المستقبل القريب. و من جانب آخر جرت أولى الاتصالات مع ممثلي المعارضة السورية الداخلية في أكتوبر 2011 ، وفي عام 2012 زار ممثلون عن المعارضة الخارجية موسكو ، وبمبادرة من روسيا ، عقدت في موسكو في يناير وأبريل من العام الجاري جولتان من المفاوضات بين السوريين ، شارك فيهما أكثر من 30 ممثلا عن مختلف تنظيمات المعارضة السورية إضافة إلى وفد الحكومة السورية ، ونجح المشاركون في اجتماع أبريل لأول مرة في إعداد واعتماد وثيقة مشتركة ذات طابع سياسي. يختلفان أكثر مما يلتقيان و بشأن التنظيم الارهابي داعش تدعو موسكو إلى ضم الحكومة السورية للمشاركة في التحالف ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي ، وهي تصر على ضرورة اتخاذ قرار من مجلس الأمن يجيز عمل قوى التحالف. شرعت القوات الجوية الفضائية الروسية في 30 سبتمبر في توجيه ضربات جوية لمواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بطلب من حكومتها. وصرحت وزارة الخارجية الروسية لاستعدادها للتعاون مع قوى المعارضة السورية الوطنية في الحرب ضد الإرهابيين. بدأ التحالف الدولي تحت قيادة الولاياتالمتحدة في أوت 2014 في توجيه ضربات جوية لمواقع مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية " في العراق بموافقة بغداد ، وفي سبتمبر بدأت عملية جوية في سوريا من دون الحصول على إذن من حكومة البلاد تقوده في ذلك تركيا . وتتحدث وسائل الإعلام الأمريكية عن أن الولاياتالمتحدة بعد بدء العملية العسكرية الروسية في سوريا باتت تشن بشكل متزايد غارات على مواقع المسلحين من العراق ، وبشكل محدود على الأراضي السورية ، وذلك بغرض الحد من مخاطر الاصطدام مع الطائرات الحربية الروسية. و أضافت التحاليل الاستشرافية للمخابر الاستراتيجية الأمريكية في أكثر من مناسبة القول أنّ الاستراتيجية الروسية في سوريا "مصيرها الفشل "، ومن شأنها ان "تصب الزيت على النار "، بعدم اشارتها الى الانتقال السياسي ورحيل بشار الأسد. وقال الخبير في الشؤون الروسية كريس جيفس، إنه "يجب أن ننسى أن روسيا لديها سلاح نووي ، وهي تحدث و تجدِّد دوماً قوتها العسكرية ، وحتى لو ضعفت على المدى البعيد ؛ إلا أنها مازالت مبعث قلق كبير للولايات المتحدة". وقال مدير مشروع الامن الوطني في مؤسسة ترومان، سكوت بيتس، إنه "يجب أن نقوي مستوى الثقة مع المسلحين الكورد ألسوريين وهذا يحتاج وقتا ، في الوقت الذي نرى أنهم يثبتون قدراتهم في جبهات القتال كل يوم"......