يبقى ملف صيانة وتهيئة المدارس الابتدائية بتيارت من الملفات العالقة ومن أهم المشاكل التي لم يعرف لها حل لحد الآن التدفئة فأغلب المتمدرسين يتلقون دروسهم داخل ثلاجات وإن وجدت عبر مؤسسات أخرى تتزود إما بالبنزين أو مدفأة قديمة تصيبها أعطاب متكررة و هذا ما اشتكى منه التلاميذ المغلوب على أمرهم فمع حلول فصل الشتاء تستمر معاناة البراعم مع انخفاض درجات الحرارة و تساقط الثلوج و إن بادرت العام الماضي مديرية النشاط الاجتماعي بتوفير أكثر من 700 مدفأة و توزيعها عبر مدارس الولاية إلا أن الوضع مازال كما هو و لم يتغير بعد،ومدينة تيارت تتوفر حاليا على 82 مدرسة إلا أن 40 منها فقط قد هيّئت بالتدفئة المركزية في انتظار تعميم العملية عبر المؤسسات المتبقية ويذكر أن أولياء التلاميذ بإحدى المدارس بحي زعرورة إحتجوا بعدم توفر التدفئة فما بالك تلاميذ القرى الذين يعانون في صمت وللعلم فأجهزة التدفئة القديمة أصبحت الآن تشكل خطرا ليس فقط على التلاميذ بل حتى على موظفي المؤسسة في حال وقوع انفجار لتبقى الابتدائيات الأخرى ما زالت تتزود بالمازوت وما ينجر عنه من مشاكل صحية للتلاميذ حتى أن المدفآت التي تشتغل بالغاز ونتيجة الأعطاب المتكررة بها تنتشر منها روائح كريهة وثاني أكسيد الكربون الذي يعرض التلميذ للاختناق وضيق التنفس. ومن جهة ثانية فقد تعدى مشكل نقص التدفئة إلى اقتحام عدة غرباء لمساكن وظيفية بالمؤسسات التربوية منها المدارس في ظل صمت السلطات المحلية لهذا المشكل المعقد وقد أشار والي تيارت خلال ندوته الصحفية أنه سيقوم بزيارات بالمدارس برفقة مديرة التربية التي نصبت مؤخرا للإطلاع على هذه المدارس وتدارك النقائص بها فيما أعلن أنه سيتم فتح ملف السكنات الوظيفية التابعة لقطاع التربية عبر إقليم الولاية مع العلم أن مشكل اقتحام السكنات الوظيفية لا يقتصر فقط على مدينة تيارت بل على كامل قطر الولاية والمدارس عموما تعيش وضعا كارثيا ليس فقط من حيث التدفئة أو السكن الوظيفي ولكن أيضا نقص في النظافة داخل الأقسام أو المراحض مما يستدعي الجهات المختصة التدخل من مديرية الصحة على رأسها الصحة المدرسية وبإشراك المدراء في القضاء على مشكل النظافة الذي تتسبب في عدة التهابات مثلا للتلاميذ أو أمراض خطيرة متنقلة كالجرب والحساسية مما يستدعي تكافل الجهود أكثر وإشراك كل القطاعات الفاعلة والاهتمام بما هو تربوي.