البطل العالمي المرحوم بن عزيزة دفع ثمن تألقه اللافت في الثمانيات وراح ضحية المافيا العالمية أقود معركة شرسة ضد ظاهرة بيع المنشطات بقاعات " جيم" بوهران انتعاش السوق السوداء بالمواد الصيدلانية دون رقابة وراء تفشي الظاهرة صالات تقوية العضلات مرخصة لكنها تفتقد لمدربين في الاختصاص
استرجع عميد رياضة بناء الأجسام بوهران مبارك محمد المدعو "فليب" كثيرا من أمجاده مع محبوبته المفضلة التي عمّر فيها أكثر من خمسين سنة كممارس ، مدرب ، حكم و مسير ، فاتحا قلبه للجمهورية من خلال هذا الحوار الذي جمعنا به بخصوص اعدادنا هذا العدد من الملف الرياضي الذي يتناول واقع ممارسي هذه الرياضة بوهران ، مميطا اللثام عن توقف نشاط الرابطة الولائية قرابة الأربع سنوات ، مناشدا في ذات السياق مسؤولي مديرية الشباب و الرياضة و السلطات المعنية بالتدخل و إعادة عجلتها للدوران ، منتقدا بشدة ظاهرة بيع و تناول المنشطات التي باتت تنخر رياضتي بناء الأجسام و الحمل بالقوة ، حيث أفاد انه فتح حربا للقضاء على الآفة منذ سنوات عديدة و لن يتنازل عن مبادئه مهما كّلفه الأمر ، كما استنجد برئيس الفيدرالية من أجل التدخل لوضع حد لهاته الظاهرة ، ليعود في الأخير إلى ذكرياته مع البطل الأسطوري المرحوم محمد بن عزيزة. كثيرون من الجيل الحالي يجهلون مسيرتك الحافلة نود باختصار ان تذكرنا بأهم انجازاتك الرياضية ؟ مبارك محمد من مواليد 1939 ، مصارع أو عضلاتي مثلما يسمى في رياضة بناء الأجسام منذ 1957 ، ولجت عالم التدريب في هذا المجال في سنة 1965 إلى غاية سنة 1985 أين اخترت بعدها التحكيم ، ثم عينت رئيس للجنة بناء الأجسام على مستوى رابطة وهران حينما كانت تابعة لاتحادية رفع الأثقال لمدة 6 سنوات و حكم دولي سابق و ماذا عن الإنجازات التي حققتها ؟ الإنطلاقة كانت من وهران حيث توجت بلقب البطولة و نائب بطل الجزائر عام 1963 و الذي أهلني في تلك الفترة للمشاركة لأول مرة تحت الراية الوطنية في بطولة العالم عقب الاستقلال رفقة ، ميصطفاي ، مخطاري و رمضاني في لنذن ، و سجلنا حضورنا مع عمالقة العالم في هذا الاختصاص و كانت مشاركة مشرفة جدا. كيف تقيم واقع هذا الاختصاص حاليا ؟ اعتقذ انه بدأ يراوح مكانه ويعرف مستوى متوسط في ظل النقائص المسجلة، فعلى الصعيد الإفريقي و العربي الجزائر متواجدة في الريادة ، أما عالميا سبق و أن كتبنا التاريخ باسمي المرحومين نوري سهيل و العملاق بن عزيزة محمد في الثمانينات في اختصاص بناء الأجسام و عند مطلع الألفية الجديدة سجل ابن الباهية بوقجار منصور إسمه بطلا للعالم في الحمل بالقوة في ايطاليا و مؤخرا محمد الأمين بوعافية في مونديال روسيا سنة 2013، لكن كل هذه الأسماء ذاع صيتها بإمكانياتها الخاصة و مجهودها الفردي و الحال لا يزال مستمرا، للأسف لا توجد أي رعاية للمصارع في ظل الإعانات التي تقسم على الجمعيات و الرابطات رابطة وهران بدون مكتب منذ 4 سنوات ، ما تعليقك ؟ هذه الوضعية نتيجة الصراع القائم بين الجمعيات الناشطة التي لم تتفق على اسم منذ انتهاء عهدة الرئيس السابق هيشامي عبد القادر ، وانأ بدوري أناشد مدير الشبيبة و الرياضة و السلطات المحلية على ضرورة الزام الجمعيات على انتخاب رئيس و مكتب مسير للرابطة الولائية ، لأن ما يحدث لهذه اللعلبة عار على عاصمة الغرب الجزائري التي فرضت وجودها على الساحة الوطنية منذ ستينيات القرن الماضي و لا يعقل أن تقدم إعانات مادية لأندية ترفض تشكيل رابطة ولائية . ظاهرة بيع و تناول المنشطات صارت متفشية بقوة ما قولك ؟ فتحت حربا ضروسة من أجل القضاء على هذه الآفة التي انتشرت بسرعة البرق وسط الرياضيين الممارسين لبناء الأجسام ، على عكس ما يقال رياضة تقوية العضلات لا تشكل أي خطر على صحة الإنسان لكن بشرط الابتعاد عن تناول المنشطات من حبوب و الحقن التي تباع في الأسواق بدون أي رقابة ، هناك لوبي مصلحته الربح السريع على صحة أبنائنا ،فقد مارست هذه الرياضة طيلة ال 50 سنة الماضية أو أكثر و لازال أحتفظ بكامل قواي العقلية و البدنية لأنني امتنعت طوال مسيرتي على تناول هذه المواد التي تباع في علب مزخرفة جميلة لكنها تحمل سموم قاتلة ، ينطبق عليها المثل الشعبي "يا المزوق من برا واش حالك من داخل" ، النجاح و الوصول إلى القمة و بناء جسم قوي ، يحتاج إلى صبر و عمل دؤوب مبني على أسس سليمة ، ممكن تعويض هذه السموم القاتلة ب المكملات الغذائية الطبيعية كشعير ، الحلبة ، واحترام مواعيد النوم و غيرها من وسائل الاسترجاع البسيطة. كيف ترى الطريقة التي تسير بها قاعات تقوية العضلات؟ انتشر عددها جراء الدعم المقدم من طرف الدولة و معظمها مرخص ، لكن تسييرها يطرح أكثر من علامة استفهام ، فلا يقبل أن تفتح قاعة بدون ممرن متمكن و معترف به خصوصا للتكوين المبتدئين ، إضافة إلى بيع تلك السموم و العقاقير فيها في ظل غياب الرقابة. على ذكرك للبطل بن عزيزة يقال أنه كان ضحية تناو له للمنشطات دون علمه هل تؤكد ذلك ؟ سبق لي وأن التقيت بالمرحوم بن عزيزة سنة 1988 لأول مرة في باريس كنا نتبادل الزيارات و كانت تربطه علاقة طيبة بالمرحوم طاهر مصطيفاي ، أظن أن بن عزيزة دفع ثمن نجاحه اللافت و المافيا العالمية المروجة للمنشطات و السموم ، ربما مشكلة بن عزيزة تكمن في طيبة قلبه و عدم وجود مناجير أو مدرب محل ثقة يرعاه كان خطأ جسيما منه ، للأسف غادرنا في ريعان شبابه و هو رمز لرياضة كمال الأجسام الجزائرية و ما بوسعنا إلا الترحم عليه و تذكره في كل مناسبة أو تظاهرة تكريما لروحه. بماذا تريد أن تختم هذا الحوار ؟ أوجه رسالة من منبركم للشباب المغرر بهم اطالبهم فيها بالتوقف عن تناول هذه السموم المنافية لأخلاقيات الرياضة ، كما أحث المربين و المدربين بمحاربة و مكافحة المنشطات بكل قوة و عزم ، و ندائي الأخير أوجهه لرئيس الفيدرالية لبناء الأجسام موسى ميساور التدخل و استعمال صلاحيته للقضاء على الآفة.