يتابع الملايين من أبنائنا التلاميذ دروسهم في مثل هذا الوقت من فصل الشتاء في تقزز من شدة البرد الذي يجعلهم منفردين لا يفكرون إلا في موعد الرجوع إلى البيت بحثا عن بعض الحرارة وشيء من الدفئ ..... إنها الطامة التي تعود وتتكرر مع نفحات القر تزورنا مع كل فصل شتاء من كل سنة ورغم الحيز الوفير الذي حظي به ملف التدفئة على صفحات الجرائد اليومية والمحلية وعلى طاولات نقاش المجالس المنتخبة المحلية البلدية والولائية والوطنية إلا أن النقص في تفاقم لأن تعميم التدفئة الذي إستفادت منه بعض المدارس والمؤسسات التعليمية على مستوى الوطن لم يكن بالوجه المرغوب فيه وبالطريقة السليمة والصحية فلا يعقل إطلاقا أن يتم إيصال مدارس بوسط مدينة وهران بأجهزة تشتغل بالغاز الطبيعي فهذا خطر على الجهاز التنفسي للتلاميذ وقد تم ربط عدد من المؤسسات التعليمية بهذه الولاية الكبيرة بمدفآت تشتغل بالمازوت فتصورالتلاميد ينتبهون إلى الدرس وهم يستنشقون هذه المادة السامة ولا تتعجلوا فالقلة القليلة من المؤسسات التعليمية بوهران مربوطة بأجهزة التدفئة ورغم أن المشروع يعود إلى سنوات وغلافه المالي كان مخزنا لهذا الهدف إلا أن المشاكل الورقية غلبت وبقيت هذه المؤسسة (أكثر من النصف) دون تدفئة .... وفي هذه الأثناء صرح مسؤولي بلدية وهران عاصمة الولاية أنهم سيباشرون المهمة لتعميم الخدمة هذا بوسط الولاية أما خارجها فحدث ولا حرج ويجدر الذكر في هذا السياق أننا تحدثنا مع عدد من المدراء الذين مرت عليهم هذه الأيام فرق البلدية لتحضيرهم إلى إستضافة الأشغال إلا أننا وجدنا لديهم الرفض القاطع لنوع جهاز التدفئة خوفا على صحة التلاميذ ويطالبون المصالح المعنية بإستبدال الأجهزة التي تشتغل بالغاز الطبيعي بالأجهزة التي تعمل بالماء الساخن وقد إلتقينا صدفة بمديرة ترفض هذا النوع من الأجهزة تقع مدرستها بحي الصديقية بوهران وكنا قد إطلعنا سابقا على مدرستها السابقة وهي مدرسة تقع بحي الصباح (4) حيث زودها القطاع الحضري سيدي الشحمي بأجهزة تشتغل بالماء الساخن هو ما يطلق عليه إسم التدفئة المركزية لكننا لم نصدق لو لم نر ذلك بأم أعيننا وطرحنا السؤال التالي كيف لقطاع حضري كسيدي الشحمي مصنف ضمن القطاعات الحضرية الفقيرة مقارنة بمركز بلدية وهران يوفر هذه الخدمة الراقية لتلاميذ هذه المدرسة وقلب الولاية النابض يتركها تموت في البرد أو تحترق بغاز المدينة؟ والطامة أكبر بعدد من ولايات الجهة الغربية التي تعاني كل واحد في هذه الفترة من شدة البرودة أكثر من غيرها فبلديات ولاية تلمسان ال 53 تعاني الأمرين في هذا الجانب تدفئة غائبة وإذا حضرت فهي تشتغل بالمازوت إذا ما توفر لأنه يعرف ذروة التهريب في هذه الفترة بالذات من الشتاء وليس غريبا أن يطالب التلاميذ بهذه المدارس إطفاء هذه المدفآت لأنها تشكل خطرا كبيرا على صحتهم ونفس الشيء يقال عن تحويل هذه الأجهزة للإشتعال بالغاز الطبيعي لأن الخطر هو نفسه ونفس الشيء تعاني منه ولايات أخرى على غرار ولاية الشلف وكذا ولاية سيدي بلعباس التي تعد حسب الملف الذي أعدناه أكبر ولاية مستفيدة من أجهزة التدفئة لكن للأسف أغلبها معطلة والمستغلة منها تعمل بالمازوت، المازوت خطر لذا وجب إعادة النظر في نظام التدفئة المنتهجة بجل مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية خاصة وأن الأغلفة المالية المخصصة لتعميم هذه الخدمة تكفي بكل مدرسة ويبقى منها الكثير والحديث عن نظام التدفئة المركزية الذي يراه المختصون الحل الوحيد الذي يحفظ صحة التلميذ والمعلم.