أخذت ظاهرة العنف نطاقا واسعا وصلت فيه إلى داخل الحرم المدرسي لتنتشر وسط التلاميذ و تصل إلى مرحة تدعو الى الوقوف أمامها و إعادة ترتيب أوراق المعادلة الصعبة في علاقة الأسرة بالمؤسسة التربوية و طرق التنشئة الاجتماعية في المحيطين الاسري و المدرسي، فالعنف اصبح من اهم أسباب التسرب المدرسي و يأتي كنتيجة أرجعها المختصون الى تفشي تعاطي المخدرات في أوساط التلاميذ الامر الذي طور السلوك العدواني لدى البعض و تحول من الاعتداء اللفظي إلى الاعتداء على الأساتذة الى حمل السلاح المحظور داخل المدرسة الى أن وصلت الظاهرة الى حد القتل. و بالموازاة يعد غياب المراقبة الصارمة و أعوان الامن و المساعدون الاجتماعيون و التربويون من أبرز النقائص المحفزة على العنف و ما يرافقه من سلوكات سلبية منحرفة، حيث تؤكد الإحصائيات أنه يتوفر بمؤسساتنا مساعد تربوي واحد لكل 250 تلميذ، و حارس عام لكل 500 تلميذ نتج عن ذلك حسب مديرية التربية استقبال 10 شكاوي اعتداء على الأساتذة من قبل التلاميذ، و تبقى الادارة تتعامل مع الوضع بتحفظ و فتور حسب بعض الاولياء المتخوفون من تأزم الامر خاصة بعد الوقائع التي سجلت مؤخرا و المتعلقة بحادثة قتل تلميذ لزميله، و حادثة المشاجرة بالسيوف بين التلاميذ داخل المؤسسسة التربوية، فضلا على قصة استحضار جني، كل هذا يأتي كنتيجة لغياب النوادي العلمية، و برامج الحوار، و من جهتها مديرية التربوية تشكو غياب تواصل الأولياء مع الادارة و غياب عناوين واضحة لإرسال الاستدعاءات...