مرة أخرى و عام أخر ... هنا وهناك نحتفل جميعا باليوم العالمي للمسرح ومنه وله وإليه، مسرح ولد في الظلام القديم ليعبرّ عن الحياة و لأول مرة أعجز صراحة عن الكتابة عن عيد تابعته منذ عرفت أني محمد شماني، تعبت بغض النظر عن الرسالة التي كتبت في العيد و في كل عيد محملة بالقيم والأخلاق والعبر و محملة بالنقاء و الصفاء و الطهارة و قدسية الخشبة و ملح العرق والتجارب و الصداقات الدائمة النقية الصفية التقية الباقية. تعبت لأن الرسالة في واد ونحن في واد في تشتت غريب مريب و متعب جدا، تعبت لأن المسرحي "يحفر " للمسرحي عند المسؤول من أجل نص مسرحي وإخراج مسرحي، تعبت لأن المخرج المسرحي غالبا ما يختار ممثلين و ممثلات وفقا لمقاييس غير احترافية ، تعبت لأن السينوغراف يصمم ديكورا وأكسسوارات خاصة ليتعب ميزانية العرض لا غير و ليقول أن رب السينوغرافيا الأعلى على طريقة فرعون. تعبت لأن التقني في المسرح و عمال ما خلف الستار لا يزالون خلف الستار، تعبت لأن ما بناه فريق كامل في سنوات عشارية انتهى ببساطة في صمت ، تعبت لأن النية غابت اليوم عن مسارحنا و خشباتنا و مدراءنا ، تعبت لأن جل التغييرات التي حدثت في المسارح الجهوية لم تقدم الجديد بل كرست وضعا ضبابيا اسود اللون لا أبيض، تعبت و أنا أرى نصوصا تصل الخشبات بطرق غير مفهومة و تعبت و أنا أرى شبابا مبدعا يفتش عن مكان. تعبت و نحن نشيع فناناتنا و فنانينا في صمت إلى العالم الأخر، تعبت و أنا أفكر و لا أجد من يخلفهم بفعل فاعل لا لأننا لا نملك الخلف، تعبت و تثاقلت رجلاي من برمجة العروض في المسرح الوطني الجزائري بأي طريقة و بأي عرض، تعبت من الصراع الذي اشتعل في الفايس بوك حول الدائرة الفنية لمسرح بشطارزي...صراع يرافع فيه الجمهور لفلان دون فلان من دون معرفة الخلفية بين فلان و علان ، تعبت من تكسير النوايا الحسنة و من محاولة قتل مهرجاني قالمة و سيدي بلعباس مع سبق الأصرار و الترصد .. تعبت و أحتاج فعلا ل "السوط " لعله يخرج آلامي وأهاتي من مدراء كرسوا نفس الأسماء و نفس الأدوات و تعبت من مدراء لم يفهموا أن المسارح الجديدة بين قوسين تألقت منذ سنوات و حجبت الأنوار على المسارح العتيقة بين قوسين ، أه تعبت أيضا من كواليس المسارح ...تعبت لأننا معشر الإعلام ساهمنا في كل هذا بقصد أو من دونه ، من إتهام المسرح للإعلام ومن إتهام الإعلام للمسرح ، من حكايات الانطباعية و سرد القصة و مجرياتها ، لكني تعبت أكثر ممن يتفلسفون في الحديث عن علائقية الفن الرابع بمهنة المتاعب وهم الدخلاء هنا و هناك . أوشك تعبي مع السوط على الإفراغ و أوشكت معه على السقوط على الخشبة ،أحسست بدوران يقودني إلى النوم العميق و استحضار زمن المسرح " بزوج دورو" لأننا سنعود له قريبا جدا ، فمن كان في نعمة ولم يشكر خرج منها ولم يشعر وما عدا هذا و ذاك كل عام و أنتم جميعا بخير مسرحا و إعلاما و تقنيين و جمهورا ...ملاحظة : فقط للنزهاء فيكم و منك..