عرفت أسعار الخضر و الفواكه ارتفاعا مذهلا خلال الفترة الاخيرة لدى تجار التجزئة و هو ما ألزم علينا زيارة سوق الجملة للخضر و الفواكه بالكرمة للوقوف على هذا الجانب ، حيث أكد بعض الوكلاء بأن الفارق المسجل في أسعار سوق الجملة و التجزئة كبير حيث تصل الزيادة الى النصف بالنسبة للخضر الأكثر استهلاكا و ما لا يقل عن 50 دينار للفواكه وقد أرجع أحد تجار التجزئة بسوق لاباستي سبب ذلك إلى تعويض الخسارة التي يواجهونها بسبب التحايل في السلع التي يقومون باقتنائها من سوق الجملة و أوضحوا بأنهم يضطرون إلى رمي كميات معتبرة من الخضر الفاسدة التي توضع في أسفل الصندوق ، علما أنه لا يسمح لهم بفرز هذه السلعة . إلى جانب ذلك صرحوا بأنهم يقومون أيضا باحتساب ثمن وسيلة النقل التي يستقلوها لنقل الخضر مع أخذهم بعين الاعتبار مستحقات المحل الذي ينشطون به ، ناهيك عن الربح الذي يجب أن يحصلون عليه و هو ما يعكس حسبهم الفارق في الثمن بين أسعار البيع بسوق الجمل و تجار التجزئة ، يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه عدد من تجار الجملة بسوق الجملة بالكرمة ما صرح به تجار سوق التجزئة و أفادوا بأنهم يتعرضوا هم الآخرين الى الغش أثناء اقتناء السلع من عند الفلاحين حيث توضع الخضر و الفواكه السليمة في أعلى الصناديق أما في الأسفل فجلها غير صالحة و يتعلق الأمر خاصة بالطماطم و البصل و البطاطا و الفلفل الأخضر فضلا عن التفاح و الموز و البرتقال مما يستدعيهم الى استعمال كافة الطرق لتعويض تلك الخسارة . و من جهة أخرى أوضح أحد التجار بأن الأمطار تلعب دور هام في ثمن الخضر فهي ترتفع كثيرا خلال موسم الشتاء لا سيما أثناء الأيام الممطرة حيث يتعذر على الفلاحين جني الخضر من الأراضي الزراعية بسبب الأوحال مما ينجم عنه نقص في العرض و ارتفاع الطلب ، علما أن هناك بعض من تجار الجملة حسبهم يستغلون هذه الفرصة ويحددون الأسعار التي تناسبهم دون مبالاتهم بالمواطن اضافة الى ذلك اشار المتحدث بان قلة الامطار كانت عاملا ايضا في ارتفاع ثمن الفول والبزلاء التي كان نسبة جنيها متدنية مقارنة بالماضي . و في ذات السياق كشف تاجر جملة آخر بأنه لتفادي الغش نوعية البضاعة المسوقة يتعامل مباشرة مع الفلاحين الذين يجلبون له كميات معتبرة من الخضر بمختلف انواعها من الولايات على غرار ولاية مستغانم و غليزان و عين الدفلى و حتى ببلديات تتواجد بولاية وهران من بينها العنصر و بوسفر و يقوم هو بدوره ببيعها لتجار التجزئة مقابل هامش ربح يساوي 1000 دينار لبضاعة تساوي مليون سنتيم بمعدل 2 دينار في الكيلوغرام الواحد ، و نوه في هذا الاطار بأن أسعار الخضر و الفواكه تعرف تغيرا يوميا حيث وصل ثمن البطاطا بسوق الجملة للخضر و الفواكه الى 35 دينار "شوفلار" 6 ألاف دج و تراوح سعر الطماطم بين 45 و 50 دينار و الفول 5 آلاف دينار و الفلفل الاخضر الى 8 آلاف و البصل الى 25 دج و البدنجان بين 55 و 60 دج أما بالنسبة لأسعار بعض الفواكه فراوح سعر الموز 205 دج و 350 دج للتفاح و البرتقال ب 280 دج ، مع الاشارة بأن تجار التجزئة يفرضون زيادة تصل 50 دج بالنسبة للفواكه حسبما أوضحه احدهم الذي تحدثنا اليه بسوق الكرمة و بالنسبة للخضر فلا يقل فارق البيع بين سوق الجملة و التجزئة عن 15 دينار للكيلوغرام .ليبقى المواطن وحده من يتحمل نتائج التحايل على عاتقه .