روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال ((لا تغضب)) فردد مرارا فقال ((لا تغضب)) لقد جاء الرد قاطعا مختصرا وقويا بأسلوب النهي الذي يطلب منا الامتناع عن الغضب وقد كرر كلمة لا تغضب للتوكيد والتغليظ لما للغضب من اضرار على صاحبه والاخرين لأنه من الشيطان الذي يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف وقد امر الرسول عليه الصلاة والسلام رجلا اخر كان في حالة غضب شديد وهيجان ان يطفئ عنه جمرة الغضب بالوضوء والقعود ان كان قائما والاضطجاع ان كان قاعدا والاستعاذة من الشيطان الرجيم فالغضب مثل الجمرة المشتعلة لا يطفئ نارها الا ماء الوضوء فاكثر المعاصي تتولد من الغضب ومنها القتل تشتيت الاسرة بالطلاق وجاء في الحديث النبوي الشريف ((ليس الشديد بالصرعة انما الشديد من يملك نفسه عند الغضب ))والصرعة بالصاد المشددة المضمومة وفتح الراء وهي اسم مبالغة أي المصارع القوي الذي يصرع غيره ويسقطهم ارضا لكن الذي يتحكم في اعصابه عند الغضب اقوى منه واشد ولأن الغضب يدفع صاحبه المخاصمة والسب واللعن والتفوه بالكلام الفاحش فقد أكد لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن ذلك ليس من اخلاق المؤمن فقال ((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)) وفي حديث آخر ((ما كان الفحش في شيء الا شانه وما كان الحياء في شيء الا زانه)) وهناك ءايات قرانيه تدعونا الى الصفح والغفران عند الغضب وكظم الغيظ كقوله تعالى ((الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون)) وقوله ((الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)) فلو تقيدنا بآداب القرءان والسنة النبوية المطهرة لعشنا في أمن ووئام خاصة في شهر رمضان الكريم حيث يتخذ البعض الصيام سببا للعداوة والخصام وتتحول الأسواق والأماكن العمومية الى حلبات للملاكمة وأحيانا يتعدى ذلك الى استعمال وسائل فتاكة للضرب والجرح في جواري تاجر شاب يبيع الملابس دخل الى محله رجل وزوجته لشراء لباس العيد لابنهما وجرت بينهما مناقشة حول السعر تحولت الى خصام وشجار وتقديم شكوى لمصالح الامن وفي المحل المجاور اشتكى صاحبه لاحد الجيران متهما ابنه المراهق برمي الحجارة عليه فكان رد الرجل غير جميل ولم تسلم حتى المساجد من هذه المظاهر التي تتنافى مع قيم الإسلام الحنيف الذي يدعو الى التسامح وقد علمنا الرسول عليه الصلاة والسلام أن نقول للذي يريد ان يسأبنا او يقاتلنا ((إني صائم))لتذكير أنفسنا وتذكير غيرنا بأننا في عبادة لله لها حرمتها وقداستها التي لا يجب ان تنتهك فالصوم ينهاها عن ارتكاب المحرمات مهما كان نوعها الجيلالي سرايري