انطلقت أول أمس الخميس، "وعدة وهران" الخاصة بموسم الطريقة الطيبية بزاوية سيدي الحسني، في أجواء أقل ما يقال عنها إنها روحانية وبهيجة، حيث كانت هذه السانحة السنوية، فرصة لقراءة القرآن "السلكة" من مساء عصر الخميس إلى صبيحة الجمعة، في أجواء ملؤها الخشوع والذكر والتقرب إلى الله عزّ وجل، وكانت هذه الوعدة التي شهدت حضور الكثير من اتباع الطريقة الطيبية ومختلف شيوخ الزوايا الأخرى وطلبة القرآن والفرق الفلكلورية، فرصة لتنظيم بعض الأهازيج الفلكلورية على غرار فرقة "التوات" للبارود من أمام مقر الزاوية، التي اتحفت الجميع بوصلاتها الجميلة وطلعاتها الفنية الراقية، ما أعجب كثيرا الحضور، حيث تحوّل المكان وعلى غير العادة إلى مزار لجميع المواطنين من مختلف أحياء وهران وحتى خارجها من أجل الاستمتاع بهذه المناسبة التي يطعم فيها الزوار، وتعقد فيها مجالس الصلح والدعاء للوطن والبر بالوالدين، وقد تم عصر أمس وفي إطار الاحتفالات ب"وعدة وهران" الخاصة بالطريقة الطيبية، تنظيم تجمع لتلبيس ضريح الولي الصالح سيدي الحسني بحضور الأشراف ومقاديم مختلف الطرق الصوفية، وهذا بعد اختتام القرآن الكريم "السلكة" صباح أمس الجمعة، لينظم بعدها حفل عبارة عن مجموعة من الأناشيد الدينية التي قدمتها مختلف فرق الطريق الطريقة العلوية، التيجانية، الماشيشية، البعبدلية، الهبرية والقادرية، في أجواء من الود، التآخي والرحمة بين أبناء الشعب الواحد، ومن المنتظر أن تنظم صبيحة اليوم السبت، كذلك مسيرة حاشدة يشارك فيها الكثير من الزوار، المدعوين واتباع الطريقة الطيبية بحضور رئيس الجمعية شرف الوزاني مولاي حسن، من ضريح الولي الصالح سيدي الحسني بالمدينة الجديدة باتجاه ضريح الإمام سيدي الهواري على أن تقدم في المساء حضرة أمام ضريح الولي سيدي الحسني، من قبل فرقة أولاد توات، وقد عبرت الكثير من العائلات التي التقينا بها على هامش "وعدة وهران"، أن الاحتفالات كانت بالفعل مناسبة لتوحيد الصفوف، والإكثار من العبادات للتقرب من الله عزّ وجل وإطعام الفقراء والمساكين وتحفيظ القرآن وإبراز مختلف العادات والتقاليد التي تزخر بها الجزائر عامة ووهران خاصة، لاسيما المغتربين والأجانب الذين يبحثون عن مثل هذه التظاهرات والاحتفاليات التي تعزز عرى الإخاء وتقضي على مختلف مظاهر الشحناء والبغضاء والفكر المتطرف البغيض، وهو ما أكدته لنا سيدة مغتربة من مدينة مرسيليا، التي أكدت أنها تأتي سنويا لتشارك في موسم "وعدة وهران"، للتصدق والمساهمة في فعل الخيرات مثلها مثل باقي المشاركين في الوعدة السنوية للولي الصالح سيدي الحسني.