يعد شاطئ تيشي بولاية بجاية من أشهر الشواطئ على المستوى الوطني، و أكثرها استقطابا للمصطافين القادمين من مختلف مناطق الوطن، نظرا لإنفتاحه على عدة ولايات و تميزه بموقع إستراتيجي جد هام، و أيضا لخاصيته الطبيعية والخدمات التي يقدمها لرواده، أمنيا وصحيا و إطعاما وإيواء، بيد أن واقعه لا يعكس بالضرورة شهرته فالنقائص ماتزال والطريق طويل أمام المسؤولين للوصول به إلى مستوى شاطئ نموذجي يضاهي شواطئ المشهورة على المستوى الاقليمي. فساحل مدينة تيشي يتوفر على خمس شواطئ كبيرة، كلها مفتوحة للسباحة ومحروسة ، منها شاطئ تاغزويت حي بن سعيد و تيشي مركز و تيشي ملعب و الحماديين ، هذا الأخير الذي أخذ تسميته من اسم الفندق المطل عليه، و كلها تعج بالمصطافين خلال هذا الموسم، رجالا ونساء و أطفلا، كهولا و شيوخا، تباينت وجوههم، بتباين مناطق الجزائر التي جاءوا منها، من تيسمسيلت إلى العاصمة والأغواط وبسكرة و ورقلة وعنابة وقسنطينة وسطيف والبرج وباتنة وبشار والبويرة وبومرداس وغيرها من المدن الجزائرية، الكل إختار شاطئ تيشي، للاصطياف و الاستماع بالمناظر الخلابة و الساهرة التي يتميز بها هذا الشاطئ، و ولاية بجاية بشكل عام. فبين الخيمة والثانية والمظلة والأخرى، تبدو لك العائلات الجزائرية في عفويتها وبساطتها وعشقها للتعايش والتسامح، و كأنها أسرة واحدة اجتمعت في مكان واحد، فتلك عجوز تحرس الخيمة والمتاع وأبناؤها وبناتها يسبحون و يلعبون بمياه البحر، بينما اختارت أخرى أن تشاركهم بقندورتها "العوم"، وذاك أب يحرس أبناءه، وآخر يفوض الأمر لزوجته ويرافق أطفاله البحر، وهذه امرأة تعلم طفلها السباحة على الظهر، و أخرى تحضر السوندويشات ، وجمع من الشباب يلعبون و يمرحون، بينما فضل آخرون الابتعاد قلايلا، من أجل التأمل في الطبيعة الساحرة، و التحديق في صفاء البحر وسط الرمال الناعمة، صور كثيرة تشكل نفس المشهد في كل الشواطئ التي تعج بالمصطافين، و بين هذا و ذاك فان هدوء البحر يغري الجميع لا سيما الشباب، للقيام بجولة عبر بواخر الترفيه ودراجات الماء، التي سخرتها الفنادق وبعض الخواص للكراء، من أجل الاستمتاع بالأجواء الرائعة، التي يتميز بها شاطئ تيشي خلال فصل الصيف، و هو ما يعكس الاقبال الكبير عليها سنويا.