سطرت سينماتك وهران بمناسبة الذكرى ال62 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، برنامجا خاصا احياء لهذه المناسبة الوطنية العظيمة، يتضمن عرض عدة أفلام ثورية، التي أرخت لحرب التحرير الوطني، وسلطت الضوء على قادتها و مفجريها، على غرار فيلم "لطفي" و "مصطفى بن بولعيد" للمخرج الكبير أحمد راشدي، و كذا فيلم "البئر" للمخرج لطفي بوشوشي، هذا العمل السينمائي المتميز، المرشح لتمثيل الجزائر في مسابقة الأوسكار، حيث يجري عرضه حاليا بدعم من وزارة الثقافة، عبر 23 ولاية. يعتبر فيلم "لطفي" الذي سيعرض اليوم بقاعة سينماتك وهران، و الذي أنتج في 2015 من قبل وزارة المجاهدين، آخر عمل سينمائي للمخرج أحمد راشدي، يتناول فيه على مدار 170 دقيقة من الزمن، السيرة الذاتية و المسار الثوري للشهيد البطل بن علي بودغن الملقب بالعقيد لطفي، أحد الوجوه البارزة في حرب التحري الوطني، و قد تقمص الممثل يوسف سحايري، هذه الشخصية الوطنية الكبيرة في هذا الفيلم، الذي يستعرض محطات هامة من حياة العقيد لطفي، منذ أن كان طالبا في الثانوية بتلمسان مسقط رأسه، و هي المرحلة التي رسمت أولى خطوات مساره النضالي، حيث كان شابا متعلما و مثقفا، يتميز بإرادة قوية و متشبع بروح الوطنية، و هو ما دفعه إلى الإلتحاق بالجبل و سنه لم يتجاوز ال21سنة، و في 1958 عين الراحل قائدا للولاية التاريخية الخامسة، تتسارع وتيرة الأحداث في الفيلم، وفق العمل النضالي و النشاط الميداني للراحل، و كفاءته و شجاعته و الانتصارات التي حققها، بعد أن أصبح عنصرا قياديا في صفوف جيش التحرير الوطني، حيث عمل إلى جانب أسماء ثورية ثقيلة و بارزة، على غرار العربي بن مهيدي و عبد الحفيظ بوصوف و هواري بومدين وغيرهم، ممن كان يلتقيهم بالحدود الغربية للوطن. كما تبرز مشاهد هذا العمل السينمائي، مواقف العقيد لطفي حيال الكثير من القضايا و المسائل المهمة، لا سيما أثناء تشكيل الحكومة الجزائرية المؤقتة، و كانت آخر رحلة له باتجاه منطقة الساورة، حيث استشهد بجبل بشار في ال27 مارس سنة 1960 ، رفقة نائبه الأول سي فراج و عدد من رفقائه في السلاح، إثر معركة كبيرة خاضها ضد المستعمر، في مشهد قوي ومؤثر صور نهاية أصغر عقيد في صفوف جيش التحري الوطني، هكذا كانت خاتمته، و هكذا ختم كاتب السيناريو الصادق بخوش و أحمد راشدي فيلم "لطفي"، الذي تقاسم فيه الأدوار كل من الممثل حسان كشاش و مصطفى لعريبي و أحمد رزاق و بوعلام زبلاح و كمال رويني و أمينة لوكيل.