متابعون: مسيرة العقيد الشهيد كانت أكبر من فيلم "لطفي" لا يزال فيلم العقيد "لطفي" محل تناول النقاد الذين ذهب البعض منهم إلى القول إنه لم يكن في المستوى الذي كان متوقعا، وأكثر من ذلك، كان الانتقاد الرئيسي أيضا أن الفيلم اتجه صوب قالب درامي بعيدا عن السينمائية تماما. ويعتبر الفيلم "لطفي" الذي أخرجه أحمد راشدي وأنتجته وزارة المجاهدين، ثالث تجربة إخراجية له بعد فيلم "مصطفى بن بولعيد" الذي أخرجه سنة 2009 وفيلم "كريم بلقاسم" الذي كان في 2015. و"لطفي" الذي تم عرضهُ الأسبوع الماضي بحضور الوزير الأول عبد المالك سلال، جاء للجمهور ليعرض عليهم السيرة الذاتية للشخصية الثورية "العقيد لطفي" لأزيد من ساعتين، حيث تعرض فيها أحمد راشدي إلى سرد تفاصيل الخاصة بالشخصية الثورية سواء على الصعيد الشخصي أو على الثوري العام الذي ميز مسارهُ النضالي بالجزائر، وهذا الأخير والذي عُرف لاحقا بالعقيد؛ اسمه الحقيقي "بن علي بودغان"، حيث تقمص شخصيته الممثل يوسف سحايري. ويُظهر الفيلم التجربة النضالية والتي كانت جزءا من التاريخ الجزائري الثوري فيما بعد لشخص العقيد، والذي بدأ مشوارهُ الثوري عندما كان طالبا بإحدى الثانويات الفرنسية بمدينة تلمسان وذلك بعد تلبية نداء نوفمبر 1954 مباشرة بدأت عملية التحري والبحث عنهُ مكن قبل الشرطة الفرنسية، ما دفعهُ إلى الالتحاق بالجبل آنذاك بالولاية الخامسة وهران، وقد أشرف على قيادتها وعمرهُ لم يتجاوز بعد 21 سنة . وعلى الصعيد السينمائي؛ فإن أحداث الفيلم كما أجمع عليه المتتبعون، جاءت وتيرة تسلسل أحداثه بسرعة جدا من خلال أهم مشاهد المعارك التي يظهر فيها العقيد إلى جانب عدة شخصيات ثورية مهمة، على غرار المشاهد التي يكون فيها برفقة العربي بن مهيدي وعبد الحفيظ بوصوف وهواري بومدين. كما أن الفيلم كان أقل بكثير من حجم الشهيد ونضاله الثوري. ويرد المخرج أحمد راشدي في حديث ل "البلاد" على منتقديه بأنه لكلِ وجهة نظر، وأنه لكل حرية التعبير عن رأيه. وقال في تصريحات مقتضبة جدا، إن لكل فيلم تجربة ومميزات جديدة تمثلهُ، وإن "لطفي" لم يتعرض للرقابة بتاتا من قبل وزارة المجاهدين، بل كانت ظروف إنتاجه وعمله جد مناسبة لإنتاج عمل سينمائي يتناول شخصية ثورية بحجم "العقيد لطفي".